شعراء مهدويون: الشاعر حبيب الخويلدي
حسن عبد الأمير الظالمي
هو الشاعر القطيفي حبيب بن مكي بن علي الخويلدي.
ولد في صفوى سنة ١٣٧٨هـ، وانهى دراسته الثانوية فيها، ثم اتجه الى العمل في شركة أرامكو عام ١٩٧٨م.
كتب الشعر منذ نعومة أظفاره، حفظ الكثير من خطب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة، وأدعية الإمام زين العابدين عليه السلام في الصحيفة السجادية فكان لذلك الأثر الكبير في صقل مواهبه الشعرية، شارك في الكثير من المحافل الأدبية والدينية بقصائد رائعة. طبع ديوانه (نفحات الولاء) سنة ١٤٢٥هـ.
شعره:
تميّز شعره بفصاحة الكلمة، وجزالة اللفظ، وجمال الصورة، وقد نظم أروع قصائده في الإمام الحجّة المنتظر عليه السلام فهو يذكره فيقول:
سرّ الوجود وكاشف الأرزاء لا تسلمنّ لكربة وعناءِ
الظلم موقوف لمدّته فلا يعدو المقدّر مدّة الإحياءِ
ولسوف ينهض للحقوق مخّلص صعبُ المراس متوّج بعلاءِ
ويمكّن الحق السليب ويغتدي الملكَ المطاع على ثرى الأرجاءِ
ويمضي في قصيدته فيصف الإمام عليه السلام المرتقبة فيقول:
زهرت بطلعته شريعة جدّه وعدا شريعته لكل فناءِ
وعنت لسطوته العتاةُ جميعهم فالحق يحكمهم بلا استثناءِ
وله الملائكةُ الكرام عساكر حطّت لنصرته على الأعداءِ
وترفّ رايات الهدى خفّاقة بيمين كلّ مؤيّد مضّاءِ
ويصف الإمام الحجّة عليه السلام بأجمل الكلمات وأروع المعنى فيقول:
وسليل أحمد لامراء بأنّه كفءٌ لكل عظيمة وجديرُ
في وجهه نوُر وفي قسماته قسماتُ من هو للعلا سيصيرُ
سيصير كل ّالناس في أيامه اكفاء لا مستعبدٌ وفقيرُ
وبذا يحقق ما صبت وتطلعت رسلُ الإله وكل ما هو خيرُ
وإمام حقّ للولي مناصر وإلى الطغاة المجرمين مبيرُ
ويتشوّق لإمامه المهدي عليه السلام ويستنهضه لما تعانيه الأمّة الإسلامية من الجور والظلم فيقول:
هل بعد ليل الظلم من فجر غاب الرّعاة بمهمه قفر
وغدا القطيع يموج في فزع لا يهتدي سبلاً ولا يدري
اين الغياث فقد غدا لعباً دين الإله بأمّة الكفر
ومن الذي يحني بقوّته ما قد اميت بعصبة الغدر
فالقلب في شوق وفي ولهٍ والدمع في وجناتنا يجري