الحوار المهدوي الشريد الطريد
نور الغائب
جاء عن الأصبغ بن نباتة انه قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
(صاحب هذا الأمر الشريد الطريد الفريد الوحيد) (كمال الدين ٣٠٣)
وعن عيسى الخشاب قال: قلت للحسين بن علي عليهما السلام: أنت صاحب هذا الأمر؟ قال عليه السلام: (لا ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه المكنى بعمّه يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر) (كمال الدين٣١٨)
الملاحظ من هذه الروايات المباركة وغيرها أنَّ الشريد هو الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام.
ومعنى الشريد هو الفار من بين الناس، والطريد المبعد خوفا من الظالمين، كما اشار لذلك السيد هاشم البحراني في (مدينة المعاجز) (ج٧ص٢٦٤).
فالإمام عليه السلام هو المبعد الفار من الناس خوفا من الظالمين، فهل لنا أنْ نسهم في عودة الشريد الطريد وكيف ذلك؟.
ــــــــــــــــــــــــ
زمزم
الاخت الكريمة مشرف الواحات: جزيت خيراً على مساهماتك الكثيرة في إثراء هذا المنتدى ولكني اتصور أنَّ اثارة مثل هذا الموضوع الذي يتناول هاتين الصفتين (الشريد والطريد) يحتاج الى تنقيح معنى هاتين الصفتين بشكل دقيق قبل الخوض في وصف الإمام عليه السلام بهما لكي لا يشتبه الأمر على عامَّة المؤمنين، فإنَّ وصف الإمام بمنقذ البشرية خاتم الاوصياء ووارث الانبياء وناموس العصور والازمنة بهذه الصفات ليس أمراً سهلاً.
أرجو التوسع أوَّلاً في بيان مضامين هذه المصطلحات المتعددة ومن ثم تطبيق ما يليق منها بساحة الامام الحجة ابن الحسن عليه السلام.
ــــــــــــــــــــــــ
نور الهدى
لماذا لُقّب بالشريد؟.
تكرَّر ورود هذا اللقب على السنة الائمة عليهم السلام, وخاصة على لسان أمير المؤمنين والباقر عليهما السلام والشريد بمعنى الطريد، أي المطرود من هذاالخلق الضّال، الذي لا هم عرفوه، ولا هم عرفوا قدر نعمة وجوده، ولاهم أقبلوا على أداء حقّه وأداء واجب شكره، بل إنّهم بعد إنْ يئس أوائلهم من التسلط عليه وقتله وقمع الذريّة الطاهرة أقبل الخلف منهم على نفيه وطرده من القلوب مستخدمين اللّسان والقلم في هذا الصدد, وها هو عليه السلام يقول لابراهيم بن عليّ بن مهزيار: (انّ أبي عليه السلام عهد إليّ أنْ لا أوطّن من الارض إلا أخفاها وأقضاها إسراراً لأكري، وتحصينا لمحلّي من مكائد أهل الضلال) الى أنْ قال: قال أبي عليه السلام:
(فعليك يا بنيّ بلزوم خوافي الارض، وتتبّع أقاصيها، فإنَّ لكلّ وليّ من أولياء الله عز وجل عدواً مقارعاً، وضداً منازعاً).
ــــــــــــــــــــــــ
حزينة رجب
ربما رأى العضو زمزم فيه نوع من وجهة نظر سليمة، فتوضيح هذا المعنى للاسم لابد أنْ يكون بموضوعية لانَّ فيه اشكالا ت من قبل المخالفين، يعترضون فيها علينا كون تسميته بالخائف الشريد الطريد فياحبذا الاسهاب بهذا الشرح، مع إنّي أجد بالشرح السابق لنور الهدى شرحاً مستوفياً، وفقها الله، واعزَّ الله مشرف الواحات على طرحها الموضوع للحوار.
ــــــــــــــــــــــــ
نسيم الظهور
كأني بصاحب الامر وهو يقول الا تعلمون أنَّ غربتي وعذابي وصبري وتحمل المخاطر والصعوبات والتشريد والمعاناة مع مكائد الزمان ومايدبر لي هي كلها من اجلكم ياشيعتي لكي تعيشوا بأمان.. فلا تنسوني بدعائكم لتعجيل الفرج لي.
نسأل الله أنْ يعجل ظهوره وأنْ يبعد عنه كل بلاء.
ــــــــــــــــــــــــ
زمزم
جزى الله خيراً كل من كتب في هذا الموضوع، ولكننا لم نجد لحد الآن ما يشفي الغليل، بل وللأسف وجدنا تفسيرات لا دليل عليها من قبل بعض المشرفين كما ورد فيما ذكرته الاخت نور الهدى، حيث فسّرت الشريد بالطريد!! او ما ذكرته الاخت نسيم الظهور على لسان المولى عليه السلام من أنَّ غربته ومعاناته وتشريده!! انما هي من أجل شيعته... وإلى آخر ما قالته أيَّدها الله.
صحيح أنَّ الإمام عليه السلام يتحمل من أجل شيعته، ولكن من قال إنَّ تشريده هو من اجل شيعته؟؟ فقد يكون بسبب اعدائه أو لسبب آخر.
إذن لابد أنْ يكون هناك تفسير اوضح واعمق لصفة الشريد والطريد غير ما ذكر في ما جاء على لسان الأختين، فالله الله في إمامكم أيّها المؤمنون.
ــــــــــــــــــــــــ
Montathra٣١٣
إنّ الإسهام في رجوع الإمام المهدي عليه السلام يشمل جوانب عديد، فأعتقد أنَّ الحرص على معرفة إمام زمانن عليه السلام ونبذ الجهل من أهم الإسهامات التي نستطيع من خلاله أنْ نعيد صاحب العصر والزمان عليه السلام.
ــــــــــــــــــــــــ
الاسدي الجبايشي
هناك مجموعة من الألفاظ التي اقترنت ببعض فأضحت هيئة يستعملها المتكلمون في مواقف عدة، ومنها هيئتنا المذكورة، فلو افردنا اللفظين عن بعض بغية البحث في معناهما لوجدنا مايلي:
أمّا الشريد، فقد ذكر الراغب الاصفهاني رحمه الله (وشرّدت فلانا وشرّدت به، أي فعلت به فعلة تشرد غيره أنْ يفعل فعله... قال تعالى: (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ)...).
وامّا الطريد فقد ذكر رحمه الله في مفرداته (...يقال أطرده السلطان وطرده إذا اخرجه عن بلده وأمر أنْ يطرد من مكان حلّه...).
أقول: لاشك أنَّ اللفظين باجتماعهما في هذه الهيئة يدلان على أنَّ الموصوف بهما قد طرد من محله عنوة وشرّد لكي يصير عبرة لغيره ممن يهم بفعل ما فعله، وكلا الوصفين ينطبقان على الإمام عليه السلام عليه فقد أخرج عنوة خائفا وأريد التنكيل به وباهله لكي يكونوا عبرة لغيرهم.
وعموما فالهيئة مستعملة في كلمات العرب، وقد استعملها الائمة عليهم السلام في الإمام عليه السلام، وهذا معروف منهم في استعمال بعض الكلمات القصار والامثال العربية للدلالة بها على أمور مشابهه, فقد ورد في نهج البلاغة (لشدما تضرعا شطريها) وقوله (لمّا رأيت فالجا قد فلجا), (عفطة عنز)...
وهذا نظير استعمال العرب للهيئات الاخرى كقولهم (اكل عليه الدهر وشرب) وقولهم (رجع بخفي حنين) وقولهم (ماهذا الحيص بيص) وغيرها من الكلمات التي صدرت في موقف خاص واستعملت في مواقف مشابهه.
ــــــــــــــــــــــــ
عطارد
أخي في الله الجبايشي لم يرد في التاريخ أنّ الإمام عليه السلام أخرج عنوة، وانّما غاب الإمام عليه السلام عن الانظار، باختياره وهو في سن الخامسة ولم يتعرض للطرد؟.
ألا ترى معي بأنَّ ما ذكرته لا ينطبق على حال الإمام عليه السلام؟.
وهناك تتمة شيّقة للموضوع لنتابعها على رابطه في منتدى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام الاتي:
www.m-mahdi.info/forum