السيرة الذاتية
ولد سماحته في شهر رجب من سنة ١٣٨٢ هـ الموافق ١٩٦١ م في البحرين، وكان أبوه يدعى بالحاج حميد من تجار البحرين ومن المحبين للائمة الأطهار (عليهم السلام) وكانت له علاقة خاصة مع سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام). كان سماحته متميزاً في مقتبل عمره بالذكاء والفطنة، حتى أنه ابتدأ دراسته الابتدائية في السن الرابعة والنصف من عمره، وحيث إن هذا السن لم يكن متوافقا مع السن القانوني للدارسة قُدم له امتحان ذكاء خاص وعلى أثره قبل للشروع في الداسة مع صغر سنه، حتى أتم دراسته الثانوية في البحرين وكان عمره خمسة عشر ونصف سنة. وفي جميع فترة دراسته كان من المتميزين والمتفوقين، وبالإضافة إلى اشتغاله بالدراسة كانت له نشاطات دينية كاقامة صلاة الجماعة في المدرسة وغيرها من النشاطات الدينية.
دراسته الأكاديمية
وبعد أخذه شهادة الدبلوم توجه عن طريق بعثة دراسية إلى لندن في كلية (ديويد گيم) للدراسات العليا قسم الهندسة، وبنبوغه المتميز حصل على شهادة فوق الدبلوم من الكلية المذكورة في مدة سنة واحدة، وفي السنة الثانية أخذ مواداً إضافية والتحق بالكلية التخصصية المسماة (بالامبريال). وكان في هذه المرحلة مجدا في دراسته، وفي أواخر السنة الثانية أخذ يتفكر بجد فيما يوجه على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من الإدعات والإشكالات والتهريجات التي لا منشأ لها إلا الصد عن هذا المذهب، والحال أن أفضل الاجوبة وأقواها موجود في تراث هذا المذهب الغني فيذب بها هذه الادعات والاشكالات. وانطلاقاً من هذا التفكير عزم على ترك دراسته الأكاديمية في جامعات (انجلترا) والذهاب إلى مدينة قم المقدسة التي تعد مركزا من مراكز العلوم الدينية التابعة لأهل البيت (عليهم السلام). وقد كانت هذه فكرة متبلورة عنده من السابق إلا أنها اشتدت وتبلورت أكثر فأكثر في فترة دراسته في بلاد الغربة، وكان منشأ ذلك هو الروحية الولائية التي خامرت لحمه ودمه من زمن طفولته فكان يلمس بها مظلومية شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وغربة الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وقد لاحظ النشاطات الثقافية لأعداء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والشبهات التي كانت تلقى بين الشباب والطلبة الجامعيين، وكان يعتقد اعتقادا تاما بوجود جميع أجوبة هذه الشبهات في مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ومنها صمم على ترك الجامعة والدخول إلى الحوزة العملية لدراسة علوم ومعارف أهل البيت (عليهم السلام)، حتى يستطيع الدفاع والذب عن تلك الشبهات. وقد اعترضه الكثير من أصدقائه وأساتذته، وأكثرهم معارضة له أستاذ من اليهود لما لمس منه من النبوغ والاستعداد حتى عرض عليه أن يتكفل له بجميع ما يحتاجه في دارسته في لندن، إلا أنه لم يتسطع أن يحول بينه وبين ما يصبو إليه من أن يسلك طريق خدمة الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وكان فكره الشاغل حينها هو كيفية ذهابه إلى قم المقدسة وتحقيقه ذلك العزم عمليا. حتى سنحت له الفرصة في الذكرى السنوية الأولى من انتصار الثورة الاسلامية في إيران، حيث دعا مجموعة من الطلبة الجامعيين في طهران مجموعة من الطلبة الجامعيين في لندن للمشاركة في مؤتمر فكري وعلى أثرها جاء من لندن إلى طهران. ومن شوقه الشديد لم يذهب إلى ذلك المؤتمر بل توجه مباشرة من مطار طهران إلى مدينة قم المقدسة.
دراسته الحوزوية
وفي بداية مجئيه إلى قم المقدسة في سنة ١٤٠٠ هـ واجه صعوبات ومشاكل كثيرة، إلا أنه بارتباطه ببعض العلماء تجاوز تلك المراحل القانوينة حتى تأتى له البقاء في بعض المداسة العلمية. وكان له نهم شديد جدا فكان يشتغل ليله ونهاره وأيام التحصيل والتعطيل في طلب العلوم، وكان يتفادى كل ما يعيقه عن طلب العلم والتحصيل، حتى أنهى دراسة مرحلة المقدمات والسطوح والسطوح العالية (بما يوازي البكلورياس والماجستير في الدراسات الأكاديمية) في ثلاث سنوات ونصف أي عند نهاية العام ١٤٠٣ هـ، وذلك لمواصلته التحصيل بكثافة بحيث كانت مستوعبة للعطل الصيفية وغيرها، بل حتى في الساعات المسائية من يومه الدرسي، فدرس الكتب الحوزية المقررة في العلوم الأدبية من النحو والصرف والبلاغة والعروض، ودرس المتون القديمة مثل شرح النظام والمطول والشمسية ومغني اللبيب، ودرس كذلك المنطق والفقه والأصول، وعلم الهيئة والفلك. وبعد اتمامه دروس السطح العالي التحق ببحوث الخارج فاستفاد من المراجع والآيات العظام بحضوره تحت منبرهم الكريم وتلقيهم العلوم على يدهم، ومن همته العالية أنه لم يكتف من هؤلاء الأعاظم على ملازمة حضور الدرس بل كان يتردد عليهم في غير أوقات الدرس وفي ايام التعطيل لزيادة الاستفادة من فيضهم، فكانت كل سنة من استفادته من كل واحد من هؤلاء الأعاظم تعادل سنتين. كما أنه كان يحضر البحوث التعطيلية لآية العظمى السيد محمد الروحاني (قدس سره) في خلل الصلاة والقواعد الفقهية كما شارك في جلسة الاستفتاء لكل من آية الله العظمى السيد محمد الروحاني (قدس سره)، وآية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي (قدس سره) مدة ثلاث سنوات. ولم يغفل عن آية الله السيد الخونساري (قدس سره) المقيم في طهران فكان يقصده في أيام التعطيل إلى طهران للاستفادة من فيضه وعلمه. مضافا الي الحضور في درس الأعلام وملازمتهم في أيام التعطيل، فقد استفاد من أشرطة دروس بعض أساتذة الحوزة العلمية بما يعادل اربعة عشر الف ساعة، وكان يراجع ذلك الأستاذ بعد الاستماع اإلى الشريط ليتداول معه المطالب المسموعة منه.
أساتذته
حضر مرحلة البحث الخارج عند كل من:
١- آية الله العظمى السيد محمد الروحاني لمدة تسع سنوات في بحث أصول الفقه وكتاب البيع.
٢- آية الله العظمى الميرزا هاشم أملي لمدة ثمان سنوات في كتاب الصلاة.
٣- آية الله العظمى السيد محمد رضا الگلپايگاني في كتاب القضاء والشهادات.
٤- آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني لمدة ثمان سنوان في الفقه والاصول.
٥- آية الله العظمى الشيخ ميرزا جواد التبريزي لمدة ثلاث سنوات في الفقه والاصول.
٦- آية الله العظمى العلامة السيد علي الأصفهاني.
٧- آية الله العظمى السيد علي الفاني لمدة مدة سنتين من آخر عمره الشريف في بيته بسسب حالته الصحية دروة أصولية بصورة مكثفة وكل من كتاب المكاسب المحرمة والاجارة والقضاء وخلل الصلاة والمسائل المستحدثة، إضافة إلى مباحث في التفسير ومعارف أهل البيت عليهم السلام وكانت دارسة هذه المباحث مروراً بالنكات والدقائق.
- تتلمذ في بحوث الفلسفة، والعرفان عند كل من:
١) آية الله الشيخ جوادي آملي.
٢) آية الله الشيخ حسن زادة آملي.
٣) آية الله الشيخ يحيى الأنصاري.
طلابه
١) سماحة السيد صالح الموسوي التبريزي.
٢) سماحة السيد محمد علي بحر العلوم.
٣) سماحة السيد محمد علي الحلو.
٤) سماحة السيد جعفر الحيدري.
٥) سماحة السيد جعفر الحكيم.
٦) سماحة حسين الحكيم.
انتقاله إلى النجف الأشرف
وبعد الاشتغال بالتحصيل والتدريس مدة ثلاثين سنة في قم المقدسة انتقل سماحته إلى مدينة العلم والأعلام النجف الأشرف في ربيع الأول عام ١٤٣٠ هـ ليواصل التدريس في حوزتها المباركة بطلب من بعض مراجعها العظام، ولما شخصه من وظيفة شرعية.
مؤلفاته
١) العرائس الحسان في نفائس أحاديث سيد الأكوان.
٢) مقامات فاطمة الزهراء في الكتاب والسنة.
٣) سند العروة الوثقى. هذا الكتاب يحتوب بحوث عن كتاب العروة الوثقى لمحمد كاظم الطباطبائي اليزدي.
٤) دعوى السفارة في الغيبة الكبرى.
٥) بحوث في مباني علم الرجال.
٦) وغيرها