الاسئلة الواردة إلى مركز الدراسات التخصصية
الانتظار الايجابي والانتظار السلبي
السؤال:
هل هناك انتظار سلبي وأخر ايجابي.أم كله ايجابي ؟ وهل يأتي على مستوى النظرية فقط أم على مستوى التطبيق أيضا أم عليهما معا..؟
الجواب:
نعم هناك انتظار ايجابي وانتظار سلبي على مستوى النظرية والتطبيق.
أما الانتظار الايجابي على مستوى النظرية فهو أن يكون المكلف معتقداً بلزوم الاستعداد والتهيؤ والسعي في نشر مفاهيم الدين بعد التمسك بأحكام الشريعة والاعتقاد بأن قائده عليه السلام معه يراقب أعماله ويعرف أقواله ويأسف لسوء تصرفه _لا سمح الله_.
أما على مستوى التطبيق فهو تطبيق النظرية بالعمل ويتمثل ذلك بالالتزام الكامل بتطبيق الأحكام الإلهية السارية في كل عصر على سائر علاقات الفرد وأفعاله وأقواله حتى يكون متبعاً للحق الكامل والهدى الصحيح، وان يسعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمقدار المسجل في الموسوعات الفقهية فيكتسب الإرادة القوية والإخلاص الحقيقي الذي يؤهله للتشرف بتحمل طرف من مسؤوليات اليوم الموعود.
وعكس هذا تماماً يكون الانتظار السلبي.
وبعبارة أخرى إن الانتظار السلبي لم يرد في لسان روايات أهل البيت عليهم السلام كمصطلح، وإن أغلب أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام لا ينطبق عليهم هذا المفهوم- إلا ما شذ منهم كالذين يعتقدون بلزوم نشر الفساد لظهور الحجة عليه السلام- لأن الإنتظار على مراتب مختلفة بالشدةً والضعف وإن أدنى شيعي يدعو للتعجيل بالفرج لمولاه عليه السلام هو منتظر انتظاراً ايجابياً إلا أنه بمرتبة دانية وهناك مراتب عالية.
***
المهدي عليه السلام يستخدم السيف
السؤال:
١. هناك روايات كثيرة تؤكد على أن الإمام المنتظر عليه السلام يستخدم السيف بشكل كبير، فهل ينافي هذا كون الإسلام يدعو إلى السلام...؟
٢. هل يجب التصدي والرد على مدعي المهدوية أو احد فروعها كالنيابة، أم يجب استحصال فتوى المجتهد بهذا ؟
الجواب:
السؤال الأول:
أولاً: لا تنافي بين استخدام الإمام عليه السلام السيف بشكل كبير وبين أن الإسلام يدعو إلى السلام لان السلام لا يقوم إلا بإحقاق الحق ودحض الباطل من خلال إقامة حدود الله والقصاص العادل لما تصل إليه البشرية من فساد فتحتاج إلى إقامتها بالسيف ليعم السلام، هذا لو سلمنا بان الإمام عليه السلام يستعمل السيف بشكل كبير.
ثانياً: لا نسلم أن الإمام عليه السلام يستعمل السيف بشكل كبير فلو نظرنا إلى المعارك من جهة جغرافية تارة وتارة أخرى من جهة عددية بالمقايسة إلى فتح العالم لوجدنا ان الإمام عليه السلام يفتح العالم من دون أن تكون هنالك حروب عالمية وإنما تكون بعض المعارك في بلاد الشام والعراق وعددها قليل وباقي العالم يدخل في دولة الإمام طوعاً وسلما فلا يكون هناك استعمال للسيف بشكل كبير.
وكذلك لو نظرنا إلى المعارك من جهة زمنية فإن أطول فترة لها ثمانية أشهر، فبالقياس إلى مدة دولة القائم عليه السلام وهي طويلة جداً كما تعبر بعض الروايات عن ذلك يعتبر استخدامه للسيف قليلاً جداً.
السؤال الثاني:
إن كان الرد على مستوى الكلمة الطيبة ودحض الشبه وبيان الحق فهو مسؤولية كل من يستطيع القيام بذلك من دون الرجوع إلى فتوى المجتهد لأنه من أوضح الأمور، أما إذا كان الرد على مستوى اليد فلا بد من مراجعة الحاكم الشرعي.
***
دور المرأة في عملية التمهيد المهدوي
السؤال :
لماذا كان دور المرأة ضعيفا في عملية التمهيد المبارك بالمقارنة مع دور الرجل وهل السبب في ذلك هو البناء الذاتي للمرأة أم الظروف الموضوعية...؟
الجواب :
إن دور المرأة يساوي دور الرجل في عملية التمهيد المبارك وليس دورها اضعف من دور الرجل، فأن مسؤوليتنا جميعاً رجالاً ونساء في عصر الغيبة الكبرى هو التمهيد للظهور المبارك من خلال الانتظار الايجابي والاستعداد والتهيؤ والسعي لنشر مفاهيم الدين والخير والصلاح والابتعاد عن كل محرم ومبغض إلا أن كل دور بحسب طبيعة القائم به، فأن ابرز أدوار المرأة هو بناء جيل المنتظرين انطلاقاً من بيتها، اما دور الرجل فيبدأ انطلاقاً مما يحيط بالبيت.
***
ادلة انقطاع السفارة
السؤال:
ما هي أدلة انقطاع السفارة مع كون دلالة نص بيان الإمام عليه السلام ((فمن أدعى المشاهدة......)) غير محكم الدلالة على ان المشاهدة تعني السفارة.
الجواب :
هنالك أدلة عدة على انقطاع السفارة منها:
أولا: إن انقطاع النيابة والسفارة من أوليات وبديهيات وضروريات مذهب أهل البيت عليهم السلام.
ثانيا: إجماع الفقهاء على انقطاع النيابة وإجماعهم على كفر وضلال مدعي السفارة والنيابة.
ثالثا: التواتر وحاصله إن للإمام المهدي عليه السلام غيبتين غيبة صغرى وغيبة كبرى وان الفارق بينهما أن الغيبة الصغرى الخفاء فيها ليس تاماً لوجود تمثيل رسمي للإمام عليه السلام من خلال السفراء والنواب الخاصين وان الغيبة الكبرى يكون الخفاء فيها تاما أي الانقطاع تام كما إن انتهاء الغيبة الصغرى يكون بانقطاع السفارة والنيابة الخاصة في حين انتهاء الغيبة الكبرى يكون بالبيعة للإمام عليه السلام وظهوره وإقامة دولته وبروز جهاز إدارته.
رابعا: إن دعوى النيابة الخاصة أو السفارة تنافي ضرورة عنوان الظهور فإن ظهور دولته وجهازها الرسمي ليس إلا بعد عقد البيعة.
خامساً: التوقيع المبارك المروي بتوسط النائب الرابع علي بن محمد السمري رضي الله عنه حيث إن المشاهدة المنفية في نص الإمام لا تخلو عن احد معنيين.
الأول: نفي مطلق المشاهدة.
الثاني: نفي بعض المشاهدة.
أما الأول فباطل بالوجدان لحدوث المشاهدة من عدة من أساطين الفقهاء والعلماء وتشرفهم بلقاءه عليه السلام حتى إن ثلة منهم نقل عنه عليه السلام بعض الأدعية المسطرة في كتب الشيعة مع عدم دعواهم للسفارة.
فلا بد من أن ينحصر المعنى بالثاني (أي نفي بعض مصاديق المشاهدة) وهذا البعض المنفي لابد أن يكون المراد منه المشاهدة مع ادعاء الوساطة والارتباط المباشر بالإمام عليه السلام بقرينة أن التوقيع صدر قرب وفاة السمري حيث إن في أوله تعزية الإمام عليه السلام المؤمنين بموت السمري ما بينه وبين ستة أيام ثم أمره عليه السلام السمري بعدم الوصاية إلى احد يقوم مقامه بعد وفاته إذ قد وقعت الغيبة التامة وانه لا ظهور حتى يأذن الله تعالى ذكره وهذه كلها قرائن أن سياق الكلام دال على تكذيب المشاهدة مع دعوى النيابة والسفارة بعد السمري رضي الله عنه.