انّ انتشار مذهب أهل البيت حالة حتمية سيؤول إليها أمر البشرية لا محالة، وان مسألة تحقيقها امر بات قريبا؛ لاسباب كثيرة، من ابرزها الفكر الضخم والاطروحة المفعمة بعلاج المشاكل البشرية المزمنة، فالدين المحمدي يمثل حالة التواصل الحيوي مع مبادئ السماء وإلى يومنا هذا من خلال ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن عليه السلام.
ونحــــــن في ((صدى المهدي)) سنفرد لهـــــذه الظاهرة الحتمية صفحة خاصة نتناول خلال اعمدتها انتشار التشيع فكراً وعقيدة في أغلب بلدان العالم والذي يسهم ان شاء الله في تهيئة الأرضية المناسبة والجو الملائم للظهور المبارك لصاحــــــــب العصر والزمان عليه السلام.
شيعة افغانستان ولائية ثابتة ووطنية متفانية
اعداد: هيأة التحرير
الواقع الجغرافي:
جمهورية افغانستان الاسلامية, تقع في جنوب آسيا, تحدها من الغرب ايران, وطاجكستان واوزبكستان وتركمانستان من الشمال, والصين شرقاً وباكستان جنوباً وشرقاً.
تبلغ مساحة افغانستان ٦٤٧,٥٠٠ كيلو متراً مربعاً.
اما السكان فيبلغون ٣٢,٧٣٨,٠٠٠ مليون نسمة.
الواقع الديمغرافي الديني:
ينتمي اقل من ٨٠% الافغان إلى مذاهب أهل السنة اما أكثر من ٢٠% منهم فيتخذون من مذهب أهل البيت عليهم السلام مذهباً ومنهجاً لهم, وهناك اقلية قليلة من سيخ وهندوس.
ويوجد الشيعة الافغان في المناطق الافغانية المتاخمة للحدود الايرانية الافغانية وتعرف بقبائل فيروزكوهي وجمشيدي, كذلك يتواجدون في منطقة (هرات) ذات الغالبية الشيعية, كذلك مدينة (غزنه) و(مزار شريف), وتقول المصادر ان الشيعة يشكلون ثلث سكان العاصمة الافغانية (كابل).
وان سكان منطقة بهسود ده فرنكي وكولنك وشهرستان وكندي قاطبة من الشيعة, كذلك باميان ونواحيها.
الواقع الاقتصادي:
اكثرية سكان افغانستان من المزارعين, فهم ينتجون الحنطة والبندق والفواكه, ويربون الغنم والماعز, والدجاج. رغم ان مساحة الارض الصالحة للزراعة هناك هي ١٢% من مساحة البلاد.
في افغانستان ثروة معدنية قوامها الغاز الطبيعي والنحاس, والذهب, وصناعتهم غير متطورة ولديهم منها صناعة المنسوجات والجلود وبعض الصناعات الحرفية.
افغانستان والتشيع:
يرجع تاريخ التشيع في جمهورية افغانستان الاسلامية إلى عهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام, اذ يقال ان احد مشاهير الاسرة الغورية واسمه (سنسب بن خزنك) اسلم على يد امير المؤمنين عليه السلام واعطاه الإمام راية وعهداً ظلا ينتقلان من ملك إلى آخر, وقد استجاب الغوريون لهذا العهد وصاروا من شيعته عليهم السلام.
انتشار الشيعة في افغانستان:
تذكر المصادر ان ثلث سكان العاصمة (كابل) هم من الشيعة كذلك حالهم في مدينة (هرات) و(غزنة)، وكذلك مدينة (مزار شريف).
ويتواجد الشيعة الافغان كذلك في مناطق (بهسوده فركي) و(كولنك) و (شهرستان) و(كندي) فان قاطبة سكانها من الشيعة كذلك مدينة (باميان) ونواحيها.
وان المناطق الافغانية المتاخمة للحدود الايرانية هي مناطق شيعية كقبائل (نيروزكوهي) و(جمشيدي). اضافة الى قبائل من التاجيك.
ويبدو أن هناك نوعاً من الاهمال المتعمد فيما يخص عدد الشيعة في افغانستان ولاسباب سياسيّة وطائفية.
مظالم الشيعة الافغان:
للشيعة في افغانستان تاريخ دموي حافل بالمجازر والاضطهاد والبطش والقتل والفتك بهم ومنذ عهد معاوية بن ابي سفيان الذي حاربهم بتهمة الارتداد عن الاسلام لأنهم رفضوا ان يلعنوا امير المؤمنين عليه السلام على المنابر, تلاه في ذلك السامانيون والغزنويون وما حصل في زمن حكم (خان الهوتكي) واحمد شاه دراني.
كذلك ما فعلته الاسرة الباركزاتية, وكان اشدها عليهم ما فعله (عبد الرحمن خان), الذي اصدر في زمنه فتاوى تكفير ضد الشيعة ممن يسمون بعلماء نجد والحجاز من التكفيرية أباحت قتلهم, وسلبهم واسترقاقهم, ولكن مع هذا وبالرغم منه فانه لم يكن امامهم خيار سوى المقاومة المستميتة والتصدي بقوة للحملات الوحشية.
وضمن هذا المسلسل الحاقد الارهابي ضد الشيعة الافغان هو ما قامت به طالبان (الوهابية) من حملات ابادة وتنكيل ضد شيعة آل البيت عليهم السلام في جمهورية افغانستان الاسلامية.
مؤسسات شيعة افغانستان:
رغم ما يتعرض له الشيعة في افغانستان من محاولات عزل وابعاد وتكفير فانهم ينشطون في نشر ثقافتهم, ثقافة آل بيت النبوة عليهم السلام.
وان لهم في ذلك اذاعات وصحفاً ومجلات منها:
_ قناة (طلوع) الفضائية.
_ صحيفة (جمهوريت) ومكتبها في كابل, ويديرها محمد زكي, ولها موقع على شبكة الانترنت.
_ صحيفة (دانشجو) ومكتبها في كابل, ويديرها اسد الله معادي وآخرون.
_ صحيفة (افغانستان جوان) ومكتبها الرئيس في منطقة (سركاريز) غرب كابل, ويديرها محمد جواد حسيني وآخرون.
_ جريدة (برجم آزادي) ومكتبها الرئيس في مزار شريف, ومديرها عبد الغفار ريحان شمالي.
_ مجمع الإمام الخميني في كابل ويشتمل على اقسام منها السياسي والثقافي, الرياضي, بالاضافة إلى القسم الديني والثقافي والتربوي وكذلك مكتبة كبيرة.
_ مجمع (كارته سخي) بكابل.
_ جامعة (بصير) الحرفية لتعليم المجتمع بكابل, مديرية الناحية الثانية.
الادوار الوطنية للشيعة الافغان:
ان الشيعي لا يمكنه ان يصمت امام الظلم والعدوان, ولا يستطيع الركون إلى الظالمين, لأن هذا مخالف لدينه معارض لمذهبه مذهب الصادح بالحق نبي الايمان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم, فكان الشيعة الافغان السباقين في النضال مع بقية مواطني بلدهم لمقاومة العدوان الخارجي.
ومن ذلك استبسالهم في مقاتلة الانجليز في الحرب العالمية الاولى, ومن ابرزهم في ذلك (الملا عبد الله بن الملا نجم).
كذلك كان لهم الدور الفعال في الحرب العالمية الثانية, ومن امثلتهم في ذلك (مير غلام قادوا بياني) و (برويز شاه خان النعماني) وكذلك نجل (مير عباس لا لا) كذلك الملا محمد علي آخوند زاده) و (الكرنيل شير محمد خان هزارة).
وان دور الشيعة الافغان في حرب الاستقلال دور لا ينسى, ولا تنسى ادوار مقاتليهم الشجعان (السيد نور محمد شاه قزلباني وعبد الله خان هزارة وشير احمد خان نوري وعبد الله خان قياق, وابو القاسم خان رسالة دار) وغيرهم.
كما كان للشيعة الافغان الدور البارز والكبير والمصيري ضد القوات الروسية المعتدية ابان احتلالها لأفغانستان.
الشيعة الافغان/ الواقع والطموح:
رغم ما عاناه الشيعة الافغان على مر السنين من ظلم واضطهاد وسياسة افقار خبيثة من قبل من تولوا الحكم في بلادهم يعاونهم في ذلك الكثير من مواطنيهم, إلا انهم ظلوا متمسكين بنهجهم, نهج أهل بيت النبوة عليهم السلام ومذهبهم, مخلصين لبلدهم, متفانين في سبيل الدفاع عنه, ورفع راية الاسلام الحق فيه.
ان ما يطمح اليه الشيعة هناك بالاضافة إلى ما يزيل عنهم كابوس الفقر, فانهم يطمحون إلى ما يقربهم من تعاليم مذهب آل البيت عليهم السلام وذلك بارسال البعثات التدريسية وتهيئة المدارس والحوزات من اجل تعريف الاجيال من شيعة الافغان بما يحويه الاسلام الصحيح من عقائد وتعاليم على مستوى الفقه والعقيدة.
ليبقى اولئك المخلصون لولائهم على تواصل مع هذا الولاء, ولكي يأخذوا دورهم الذي رسموه لانفسهم ضمن حضارة دين الله الذي ارتضى لعباده مقتدين بسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الطاهرة. عليهم السلام.