في مولد الامام المنتظر مهدي آل محمد عليهم السلام
بقلم المرحوم العلامة: السيد مسلم الحلي(رح)
من أجل تحفيز الذاكرة الصحفية وما كان لها من دور ـ وإن كان بسيطا ـ في ترسيخ الثقافة المهدوية،فاننا وفاءً منا لهذا الجهد الرائع نستذكر أحد الكتاب المعروفين في هذا الباب لنحيي به كاتبا ومفكرا، وهو العلامة الفاضل المرحوم السيد مسلم الحلي (رح).
(إذا كان ـ وقد كان ـ من المكان ما هو شقي، ومن المكان ما هو سعيد، فالأرض تشقى وتسعد، فما يمنع ان نقول: إن للزمان سعادة على حد ما هي للمكان سواء بسواء، وإذا صح لنا ان نمنح الأيام والليالي نصيبا من السعادة،
فان من احظى الليالي سعادة ليلة قد فازت من السعادة باوفر حظ واوفى نصيب ـ ليلة يتألق بها بدر يفضح بدر السماء، ويعبق بها نشرا، ينفح في الفضاء فيعطر الأرجاء، ليلة تتمخض صبيحتها عن وليد هو بقية السلف من النسل الطيب من آل محمد، والسلالة الطاهرة من بني المرتضى علي والزهراء فاطمة، عليهم جميعاً اكمل التحية وافضل السلام، نعم: ومسك الختام لسادة الأنام هداة الأمة الأيمة الهداة للناس اجمعين، وبشارة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لأمته قبل قرون وقرون، ارسلها منه لسان مرسل لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فلا يطرقه شك ولا ارتياب، ذلك هو الإمام المغيب، والحجة المحتجب من آل محمد عليهم السلام ـ المولود الكريم. في البيت الكريم، من اجل ذلك اصبحت فكرة الامام المهدي حقيقة راهنة ثابتة، وحقا ثابتا يعترف به الفريقان ممن تمسك من الاسلام ـ بحبل متين).