أسباب طول العمر للإمام المهدي عليه السلام بين العلم والاديان
علي اكبر مهدي بور
للاطباء وعلماء البيئة دراسات وتجارب خلصوا فيها إلى جملة من الوصايا تؤثر في إطالة عمر الانسان, ويبدو بعضها بسيطا جدا ولكنه ذو أثر كبير في هذا المجال, نشير في هذا الفصل إلى مجموعة منها:
١ _ الاطمئنان الروحي:
يعتبر الاطمئنان الروحي من أكثر العوامل أثرا في إطالة عمر الإنسان, ولذا نجد ان المتدينين هم اطول الناس أعمارا, لما يحملون من اعتقاد بالله عز وجل يورثهم الاطمئنان.
ولإثبات هذا الادعاء يكفينا ان نلقي نظرة على الإحصائية التي قدمها الدكتور (وليم بارك) الطبيب الامريكي المعروف حول الموت في العالم حيث يقول: بلغ معدل الموت في العالم في كل دقيقة (٦٢) شخصا وفي كل ساعة (٣٧٦٧) شخصا وفي كل يوم (٩٠٤١٠) شخصا وفي كل سنة (٣٣) مليون شخص.
وفي أوربا نجد ان في الالف شخص, هناك شخصا واحدا يصل عمره إلى المائة سنة, وهناك عشرة اشخاص في هذه الالف تصل أعمارهم إلى السبعين سنة, ومن بين هؤلاء الاشخاص الذين تصل اعمارهم إلى السبعين عاما نجد ان في الالف شخص منهم يوجد (٤٣) شخصا من رجال الدين و(٤٠) شخصا من الفلاحين و(٢٩) شخصا عالما وكاتبا و (٢٦) شخصا استاذا ومعلما و(٢٤) شخصا طبيبا. فيظهر من هذه الاحصائية ان علماء الدين يمثلون ضعف الاطباء الذين يعمرون, وهذا خلاف المتوقع لان الاطباء اكثر من غيرهم معرفة بالامور الصحية, ولكن الاطمئنان الروحي الموجود لدى علماء الدين لا يوجد في اية طبقة من طبقات المجتمع.
واذا تركنا طول عمر علماء الدين للاحظنا ان الافراد المتدينين هم اكثر الناس عمرا على الارض, ولإثبات ذلك ننقل لكم هذه الإحصائية التي تقول: ان نسبة الاشخاص الذين يدخلون في القرن الثاني من اعمارهم في الاتحاد السوفيتي تصل إلى عشرة اشخاص من كل مائة الف, في حين تصل هذه النسبة في (أذربيجان) السوفيتية البلد المسلم إلى (٨٤) شخصا في كل مائة الف.
يتضح من هذه الإحصائية الارتباط الغريب بين طول عمر الانسان والاطمئنان الروحي الناتج من العقائد الدينية.
٢- عامل الوراثة:
ان لعامل الوراثة الاثر المعروف في طول العمر, وهناك على مدى التاريخ عوائل يتمتع افرادها باعمار هي اطول من اعمار بقية الناس.
ومن الدراسات الجميلة في هذا الموضوع ما قام به (ريموند بيرل) حيث ذكر اسم عائلة مجموع عمر سبعة اظهر منها هو (٦٩٩) سنة, فيما توفي اثنان منهم بحوادث مفاجئة.
وفي احصائية جديدة نشرتها شركات التأمين قام بها (دبلن) و(هربرت ماركس) ظهر فيها تأثير عمر الرجال الصالحين في اولادهم.
وان لعامل الوراثة من القوة بحيث يظل معه تأثير العوامل الاخرى كالبيئة والعادات في حياة الانسان اقل شأنا.
٣- عامل التغذية:
يعتقد علماء التغذية ان طول عمر الانسان يرتبط كثيرا بنوع التغذية والظروف الاقليمية التي يعيشها, وقد توصلوا إلى هذا الاعتقاد بعد دراسة طول عمر ملكة النحل الذي يعادل (٤٠٠) ضعف من اعمار بقية النحل.
فقد قام عالم البيئة الفرنسي المعروف (بلوفر) بدراسات واسعة ومثيرة في حياة ملكة النحل الطويلة والتي ترافقها قوة وحيوية مستمرة بهدف اكتشاف اسباب القوة وطول الحياة, وكان من نتائج دراسته انه وجد ان ملكة النحل تتناول على طول عمرها غذاءً خاصا يسمى (جلة) تهيئه لها العاملات من النحل, في حين ان بقية افراد الخلية لا يتناولون من هذه المادة إلا خلال الثلاثة ايام الاولى من عمرهم, وبالتالي فان قدرة الملكة وجمالها وطول عمرها يكمن في هذا الغذاء الخاص.
وبعد دراسة تركيب هذه المادة العجيبة ظهر انها تحتوي على الكاربون والهيدروجين والآزوت والاركسترول وفيتامينات (B) ومقدار من حامض (البانتوتنييك).
٤- قلة تناول الطعام أو الاعتدال فيه:
وبالإضافة إلى الاعتناء بنوع الغذاء من المهم أيضاً التحكم بحجمه, فان له الاثر البالغ في تقصير أو اطالة عمر الانسان.
ان التخمة هي احدى العوامل المهمة جدا في موضوع قصر عمر الانسان, ونلاحظ ان الافراد الذين عبرت اعمارهم حد المائة سنة هم غالبا من الذين يقللون تناول الطعام.
٥- عامل المحيط :
ان العيش في محيط خال من الضوضاء, وبعيد عن السموم والمكروبات, وفي منازل تتمتع بالتعرض لاشعة الشمس بقدر كاف, كل ذلك يؤدي إلى طول عمر الانسان وسلامته.
٦- الهواء الطلق :
ان استنشاق الهواء الطلق, والاستفادة من النسيم المنعش وقت طلوع الفجر, والعيش في المناطق الخضراء التي تكثر فيها الاشجار, كل ذلك يؤدي إلى اطالة عمر الانسان, فيما يؤثر السكن في الغرف الضيقة والفضاء المحدود في تقصير عمره.
٧- البرودة:
ظهر من دراسة حياة الذين دخلوا القرن الثاني من أعمارهم الحياة في المناطق الباردة تؤدي إلى طول عمر الانسان اكثر من المناطق الحارة.
٨- العمل:
كذلك العمل والسعي يؤثران في إطالة عمر الانسان فيما تؤدي قلة العمل والخمول إلى تقليل عمره, ولا نجد من الذين عمروا في هذه الأرض من كان لا يمارس العمل بشكل واسع.
ان التقاعد في فترات الشباب وترك العمل يؤثر في تقليل عمر الانسان وسرعة شيخوخته.
٩- نوع العمل:
بالإضافة إلى مقدار العمل فان نوع العمل يؤثر أيضاً على عمر الانسان وقد ذكرنا في فصل الاطمئنان الروحي احصائية اظهرت الاختلاف بالاعمار بين صفوف العاملين.
١٠- ترك التدخين:
ان الاعتياد على التدخين وإضافة إلى الاضرار الاقتصادية والاجتماعية والجسمية والروحية الناجمة عنه, فان له الاثر الكبير في تقصير عمر الانسان, ومع الاسف يعتبر التدخين في مجتمعاتنا علامة على نضج الشاب وتقدمه, في حين انه بدأ بتخريب بدنه من اول حياته, ويحدونا الامل ان تستيقظ الشعوب فتبعد هذه العادات المضرة من حياة شبابها.
١١- كثرة المشي:
ان اثر المشي على طول عمر الانسان امر لا شك فيه, وهناك من المعمرين من يعتقدون ان السبب الرئيس في ا طالة اعمارهم هو المشي.
١٢- وجود برنامج لحياة الانسان.
١٣- وجود هدف مشخص للانسان.
١٤-التناسب والتعادل بين العمل والاستراحة.
١٥- نوع القيلولة, وخصوصا للافراد الذين تتراوح اعمارهم بين الاربعين إلى الخمسين سنة.
١٦- لبس الحذاء المريح وذي اللون الجميل.
١٧-تناول افضل الطعام منذ الصباح الباكر.
١٨-الاستفادة من المواهب الطبيعية.
١٩-تنظيم النوم من حيث الوقت والمقدار.
٢٠-الرياضة التنفسية.
إضافة إلى عوامل كثيرة اخرى.
من هنا يتضح ان الاعجاز ليس هو السبب الوحيد في اطالة العمر, فاذا ما اخذنا بنظر الاعتبار هذه العوامل من قضية تعامل الإمام المهدي عليه السلام معها نجد انه الفرد المثالي فيها جميعا, مما يعني ان هناك عدة عوامل, علمية وطبيعية, فضلا عن الاعجازية تجعل من طول العمر امرا متقبلا بمنئى عن الاستبعاد والاستهجان.