علماء يتحدثون عن المهدوية والانتظار
فضل الانتظار
السيد جواد نقوي / باكستان:
كان الأئمة عليهم السلام يبينون للمؤمنين فضيلة الانتظار وشرفه, وآثار الغيبة واحكامها, وقد اكدوا عليهم السلام ان المؤمنين الذين يعيشون في زمان الغيبة هم اشرف المؤمنين الذين يدركون حقيقة مفهوم الدين, والاتصال بالإمام عليه السلام حتى ان الشيعة الذين كانوا يستمعون إلى هذه الاحاديث يرددون يا ليتنا كنا في زمان الغيبة وكنا من المنتظرين.
الشيخ عفيف النابلسي/ لبنان:
الانتظار تحت هذا المعنى يعني اننا لابد لنا ان نكون مهيئين على مستوى الثقافة, على مستوى الحركة العلمية, والحركة الجهادية, ان نكون مدربين ومهيئين ,وجاهزين لمعركة علمية كأنها قائمة الان, اي لو ان الإمام عليه السلام جاء ليبطل كل فاعلية الصواريخ الذرية والبالستية وغير ذلك, من أو انه يسيطر بالكلمة الناعمة ويأسر الاعداء خصوصا وان البشر يكونون قد ملوا الظلم والجور طيلة هذه القرون وهم بفارغ الصبر ينتظرون هذا الصوت عندما يحل عليهم ويسطع نوره، ويأتي بأشكال القوة، وعندها فان اصحاب الممالك واصحاب الدول واصحاب القوى لا يتنازلون عن ممالكهم وعن دولهم وعن قوتهم خصوصا إذا كانت القوة متفوقة مثل قوة امريكا والغرب والاتحاد السوفيتي وغيرها من القوى التي تعتز بما عندها من سيطرة على عالم الفضاء من قدرة تدمير. فلابد ان تقع عندئذ حرب بين جيش المهدي عليه السلام بين الجيش المتأهب لمعركة الفصل مع الاعداء. وهذا حتما حاصل حتى يتمكن الإمام عليه السلام من السيطرة على البلاد.
فيجب على كل منتظر ان يكون مهيأً لخوض أو المشاركة في هذه المعركة.
الشيخ جعفر الهادي/ العراق:
يقول الإمام عليه السلام ألا اخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملا إلا به, هل تريدون ان اخبركم بالشيء الذي يجب ان تقترن العبادات والاعمال حتى يقبل الله من العباد ذلك العمل وتلك العبادات.
وقد سئل الإمام عليه السلام ما هو ذلك العمل وكما جاء في الغيبة للنعماني قال قدس سره (شهادة ان لا اله إلا الله وان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله والاقرار بما امر الله والولاية لنا أي لأهل البيت عليهم السلام, والبراءة من اعدائنا والتسليم لهم والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم عليه السلام) فالانتظار للقائم عليه السلام جاء إلى جانب مجموعة من العبادات والاعمال والنشاطات الدينية, فانت يمكن ان تكون منتظرا تعمل وتقوم بمجموعة من الاعمال لا ان تقبع في بيتك وتترك الواجبات وتترك المسؤوليات الدينية.
الشيخ محمد العباد/ السعودية:
إن الروايات والآيات الشريفة تؤكد على الانتظار ليعيش الانسان دائما امل الخلاص من هذه الشدائد التي تحيط به, هذا اولا, أمّا ثانيا فهناك هدف آخر وهو ان يسعى الانسان دائما لأن يكون منسجما في فكره, ثقافته, روحيته, أخلاقياته, ومسؤولياته بل في كل سكناته وحركاته, وان يكون منسجما مع ما سيأتي به الإمام المهدي عليه السلام لانه يعيش دائما لحظات امكانية ان يخرج الإمام عليه السلام في كل لحظة, الآن او بعد غد, وإذا بقي الانسان يعيش الامل دائما فانه يعيش حالة الانسجام، أي يسعى دائما بان يكون منسجما مع الإمام المهدي عليه السلام فيما يحمله من اهداف لظهوره.
الشيخ رفيعي/ ايران:
ان لكل شيء ولكل موضوع آفة, وان احدى الآفات في موضوع المهدوية باختلاف اسبابها (سواء كانت من الاعداء أو من انفسنا) اننا غفلنا عن وظائفنا في زمن الغيبة وقد وضعنا جل اهتمامنا باتباع علائم الظهور وتطبيق ما ورد من روايات على الوقائع التي تحصل, وهو امر سبب لنا صدمة جدية في الفكر, ان الامام عليه السلام لم يطلب منا ان نسلط جميع الاضواء على علامات الظهور دون غيرها.
ان ما يراد منا هنا وكما اكدت عليه الروايات هو معرفة وظائفنا في زمن الغيبة.
الدكتور حسين شير علي/ العراق:
الانتظار يعنى اختبار الناس, امتحان الناس، اي اكتشاف قابليتهم على الايمان الحقيقي بالإمام عليه السلام، هناك من العلماء من يذكر هذه القضية كحجة فيقول ان ابتلاء الناس وامتحانهم في هذه الفترة من اعمارهم في الواقع هو الانتظار الحقيقي المراد من المؤمن, فالرواية التي تقول لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لمدّد الله هذا اليوم.
ليحقق الباري عز وجل مبتغاه, فالغاية من وجود الإمام المهدي عليه السلام لها علاقة قوية بهذا المعنى فيكون معنى الانتظار اذن هو اختبار الناس وامتحانهم في عصر الغيبة, وعندما يمرون بهذا الامتحان الالهي, يتبين مدى ثباتهم على الدين ومدى ايمانهم بهذه العقيدة الربانية.
السيد محمد باقر الحسني/ العراق:
من الروايات اللطيفة التي ذكرت مسألة الانتظار رواية أبي الجارود من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام وكان قد اصبح شيخا كبيرا, (جاء إلى الإمام الباقر عليه السلام وقال له: سيدي هل تعرف موالاتي لكم وانقطاعي اليكم , قال له الامام عليه السلام نعم فقال: انا مكفوف وكبير ولا استطيع ان ازوركم كل حين, فقال له الإمام عليه السلام هات حاجتك، فقال اسألك عن دينك الذي تدين به تدين الله تعالى به انت واهل بيتك لأدين الله تعالى به فقال له الامام عليه السلام لان اقصرت الخطبة فقد اعظمت المسالة والله لاعطينك ديني ودين آبائي الذي تدين الله تعالى به ثم بدأ يبين له فقال عليه السلام شهادة ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاقرار بما جاء من عند الله والولاية لولينا والبراءة من عدونا وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع).
مقتبس من برنامج (منتظرون)