رصدنا
صفحة الرصد المهدوي تهتم بتوثيق ونشر كل ما يتعلق بالقضية المهدوية من أخبار وموضوعات في المواقع الالكترونية والمنتديات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات والإذاعات وتقويمها ورد الشبهات التي فيها إن كانت تتطلب ذلك خصوصا الموضوعات المنقولة من المواقع المخالفة للقضية المهدوية بهدف إطلاع القارئ على ما يدور في تلك المواقع ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك تحديد الايجابيات والسلبيات في كيفية تناول القضية المهدوية في تلك الوسائل والتواصل معها في سبيل تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات.
((المخلص المنتظر))
من مسيحية شهود يهوه اليهودية الى يهودية الدونمة الاسلامية
لا يكاد دين أو عقيدة، عبر التاريخ يخلو من فكرة (المخلّص) أو (الإمام المنتظر)، وما من دين او عقيدة الا وفيها من ادعى انه المخلّص، خصوصا تلك الفرق التي تظهر بمظهرين دينيين، احدهما ظاهر والآخر خفي كفرقة الدونمة التي نشأت أساسا على الإيمان بفكرة (المسيح المخلّص في اليهودية) عقيدتهم لا تعني شيئا لهم من دون (شبتاي) الذي ادعى انه هو المسيح وهو المخلّص وهو المنتظر والمؤمل.
ورصدنا ارتأت ان يكون رصدها لهذا العدد هو أصل نشأة الدونمة وعقيدتهم ونشاطهم، وتسليط الضوء على الخطر التي تشكله هذه الفرقة على الاسلام.
من هم الدونمة؟
أقلية يهودية تاريخها حافل بالمنعطفات الحادة، وزاخر بالمتناقضات وعلامات الإستفهام، والتي بعثها إلى الوجود الحاخام المتنبئ (شبتاي بن مردخاي بن زئيفي) لينتقل فيما بعد إلى الإسلام ويصبح اسم جماعته (الدونمة) والتي تعني باللغة التركية المنقلب من ديانة إلى أخرى) وهناك مفاهيم عديدة لكلمة الدونمة، إذ ان الكلمة من الناحية اللغوية مشتقة من الكلمة التركية (دونمك) التي تعني الرجوع أو العودة أو الارتداد.
أما المفهوم الاجتماعي لهذه الكلمة فإنه يعني المرتد أو المتذبذب، بينما تعني هذه الكلمة من الناحية الدينية مذهباً دينياً جديداً، دعا إليه الحاخام شبتاي زئيفي.
أما المفهوم السياسي لهذه الكلمة فإنه يعني اليهود المسلمين الذين لهم كيانهم الخاص، بينما تطلق الجماعة على نفسها (مئامنيم)، وتعني (المؤمنين) أو (المصدقين) بـ(شبتاي).
ويعتبر الدونمة أنفسهم مجموعة مختارة متميزة لأنهم تابعوا (شبتاي) في تظاهرهم بالإسلام وقبلوه، بينما لم يفعل ذلك البقية من أتباعه.
النشأة والتأسيس:
نشأت الدونمة على أساس من الفكرة المسيحانية في اليهودية. و قد ظهرت في تركيا في القرن السابع عشر الميلادي وما زالت فيها بعد أن ادعى حاخام يهودي في تركيا يدعى (شبتاي) أنه المسيح المخلص، ثم أظهر الإسلام ولكنه ظل يبطن اليهودية وتبعه المؤمنون به على ذلك إلى اليوم.
امتدت حياة (شبتاي ( من ١٦٢٦، ولد في مدينة أزمير التركية من أبوين يهوديين مهاجرين من اليونان في التاسع من آب من تلك السنة، وحسب التقويم اليهودي فإن يوم ولادته يصادف ذكرى هدم المعبد اليهودي في القدس على يد الرومان، ويعتقد اليهود أن هذا اليوم هو الذي سينزل فيه المسيح المخلص، الذي سيحكم العالم، ويصبح فيه اليهود أسيادا على غيرهم من البشر الذين يعتبرونهم اليهود كائنات حيوانية خلقها الله على أشكال آدمية، حتى لا ينفر اليهودي من أشكالهم، وكان شبتاي ينكر أمام أتباعه اليهود أن الخلاص قد سقط بإعلانه للإسلام، بل يبلغهم أن إنقاذهم قد اقترب أكثر، بينما يعلن أمام المسلمين أنه مسلم بقناعة راسخة وأن قصة المسيح الموعود لا تخرج عن اجتهادات الخرافة ...
وعندما استفحل خطر شبتاي اعتقلته السلطات العثمانية وناقشه العلماء في ادعاءاته، ولما عرف أنه تقرر قتله أظهر رغبته في الإسلام، وتسمى باسم محمد أفندي. ولما اتضح للحكومة بعد أكثر من ١٠ سنوات أن إسلام شبتاي كان خدعة نفته الى مدينة أولفن في ألبانيا.
وكانت قضية انتظار المخلّص الذي جسّده (شبتاي) محور واساس قيام تلك الفرقة. وبقي شبتاي كذلك حتى ١٦٧٦ عام وفاته.
ويقول الدونمة ان الجسم القديم لشبتاي صعد الى السماء فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب والعمامة ليكمل رسالته كما يقولون ان شبتاي ظهر بعد عشرين عاما من وفاته بأن حلت روحه بشخص آخر.
أبرز شخصيات الدونمة:
من ابرز شخصياتهم في تركيا:
إبراهام نطحان: يهودي، وقد أصبح رسول شبتاي إلى الناس.
جوزيف بيلوسوف: وهو خليفة شبتاي ووالد زوجته الثانية، كان يتحرك باسم عبد الغفور أفندي.
مصطفى جلبي: رئيس فرقة قاش وهي من ضمن ثلاث فرق تفرعت عن الدونمة.
واشار د. جعفر هادي حسن في كتابه (الدونمة بين اليهودية والاسلام) في الصفحة ١٧٥ الى ان من ابرز شخصياتهم (ابراهام غلانته) الذي اصبح عضوا في مجلس الامة واستاذا في جامعة اسطنبول.
ونسيم مصلياح ممثل مدينة ازمير في مجلس الامة.
وحقي باشا السكرتير الخاص لرئيس الوزراء.
ومحمد جاود بك وزير المالية.
والغريب بان المؤلف وجد في اكثر من مصدر بان مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال اتاتورك كان من يهود الدونمة ايضا، ولعل هذا هو سر ما فعله بالحجاب وبالاسلام والجوامع، وهنا ايضا يزول الاستغراب من متانة العلاقات التي تربط تركيا باسرائيل والاعتراف التركي المبكر بها لاسيما اذا علمنا بان زوجة رئيس وزراء تركيا الاسبق بولند اجاويد السيدة رحشان ارال هي من الدونمة وكانت ترأس حزب الشعب الجمهوري، ويذكر بان ام السيدة تانسو جلر رئيسة وزراء تركيا في التسعينات تنتمي اليهم ايضا.
معتقدات الدونمة:
عقيدة الدونمة هي واحدة من أغرب العقائد التي يصادفها الباحث.. ووجه الغرابة فيها هو أن أتباعها التزموا ظاهرًا بالشعائر الإسلامية التي لا يؤمنون بها، وآمنوا باطنا بمعتقدات يعتقدونها ، وهم على الرغم من التزامهم الظاهري بالمعتقدات الإسلامية فإنهم يمقتون الإسلام.
ويُفسر علماء الدونمة إظهار (شبتاي) الإسلام على أنه مرحلة مقدمة لخلاص اليهود..
ولقد ظلت عقائد الدونمة ردحًا طويلاً من الزمن سرًا من الأسرار لا يعرفها إلا هم، وبقي الناس لا يميزون بين الدونمة وبين غيرهم من المسلمين، وكيف يميزونهم وهم يؤدون ما يؤديه المسلمون ويتسمّون بما يتسمّون به من أسماء؟ وهكذا بقي الدونمة ٢٥٠ سنة يعيشون خلف جدار سميك في معزل عن الناس في مجتمع مسلم في سالونيك ـ اليونان. وقد طوروا عقيدتهم من خلال حياتهم السرية، وعن طريق تقاليدهم الخاصة وأعرافهم الدينية الغريبة، وبطريقة سرية تمامًا.. ولم تبدأ أسرار هذه الفرقة تنكشف إلا في بداية القرن العشرين، حيث حصل بعض الباحثين والمختصين على بعض كتبهم التي تضم عقائدهم وتعاليمهم. واهم عقائدهم هي:
شعائر الدونمة:
- يظهرون بعض الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلاً إيهاماً وخداعاً، ومراعاة لعادات الأتراك ذرًّا للرماد في عيونهم ومحافظة على مظاهرهم كمسلمين.
-ويحرمون مناكحة المسلمين، ولا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بعد الزواج.
-لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها انهم يحتفلون بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركة، ويكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة.
-لهم زي خاص بهم فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء.
-يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم.
- يهاجمون حجاب المرأة ويدعون إلى السفور والتحلل من القيم ويدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا على الأمة شبابها.
عقيدتهم يهودية صرفة وبالتالي فهم يتحلّون بالخصال الأساسية لليهود، فقد تبين في مطلع هذا القرن من خلال بعض الكتب الصغيرة الحجم، التي كتبت بعبرية محرفة، وبأحرف لاتينية أن صلاة الدونمة مأخوذة في غالبيتها عن الديانة اليهودية، مع الأخذ بعين الإعتبار التعاليم التي أضافها شبتاي بن زئيفي.
ومن أبرز شعارات الإيمان عندهم (شبتاي جل جلاله سيجمع بني إسرائيل المبعثرين في أطراف الأرض الأربعة) و (سأبقى عبد شبتاي المخلص).
وفي الثلاثينيات من هذا القرن ظهر كتاب تركي، ينفي اية علاقة لهذه الجماعة بالإسلام خاصة وأنهم لا يذكرون في أدبياتهم أي شيء عنه. وهم يمنعون الزواج من غير اليهود، الأمر الذي يلتقي عليه حاخامات أيامنا المعاصرة.
أما الأهم من ذلك فهو أن هذه الجماعة لا تشكل شذوذاً عن مختلف الفرق الأخرى بخروجها على التعاليم التوراتية، ولكنها تلتقي معهم بالإلتزام بالتعاليم والنصوص التلمودية، حيث عثر على وثائق منذ العام ١٩١٥ تتضمن أجوبة تلمودية على أسئلة كان وجهها يهود الدونمة إلى رجال دينهم.
أما وجه الخلاف الرئيسي بين يهود الدونمة والغالبية العظمى من اليهود فهي شرعية تبادل الزوجات التي يجريها بعض أتباع الشبتائية التي يذكر الباحث الشهير (ابراهام جلنت) أنه تعرف على بعض طقوس الدونمة الخاصة من خلال هذه الممارسة.
عقيـدتهم بالمخلص:
يقول الدونمة بعقيدة المسيح المخلص وموطئات الظهور، وعلاماته، وحكمه للعالم، وكيف ان عصره سيكون ذهبيا تنعدم فيه المجاعة والحروب والصراعات وتعم الرفاهية والسعادة ويزول الحزن والامراض من بينهم بل وتطول اعمارهم، ويعتقدون ان النبي الياهو ما زال حيا، ويلجئ البعض الى التعجيل بظهوره باستعمال السحر او الاغراق في اقتراف الذنوب او اللجوء لما يسمى بالقبلاء وهو الدعاء.
فرق الدونمة تجمعها المقابر:
ينقسم الشبتائيون إلى ثلاثة اقسام، تفرعت على مر السنين وكثرة الإجتهادات ومن ادعى أن روح شبتاي قد حلت فيه وهذه الفرق هي:
١-اليعقوبيون: أقدم فروع الدونمة، نسبة إلى يعقوب فوريدو، الذي ظهر في بولندا عام ١٧٤٠، وهو من أتباع (بروخيا) الذي ادعى بدوره الألوهية الشبتائية، ثم ادعى أنه الإله نفسه، ويدعو اليعقوبيون إلى الإكثار من اقتراف الذنوب لتعجيل قدوم المسيح المنتظر، ويتميزون عن غيرهم من اليهود المتدينين والشبتائيين بعدم الإلتزام بالشبتائية نفسها لحث المسيح على القدوم سريعا، ويرتدي اليعقوبيون الطرابيش على رؤوس حليقة، ولا يسمح لهم بحلاقة الذقن إطلاقا ،وقد انشق عن هذا الفرع جماعة أخرى بزعامة عثمان بابا يدعون الكركاش.
٢-الكركاش :عثمان بابا هو بروخيا جديد من أتباع يعقوب فوريدو، ويتميز هؤلاء بأنهم لا يحلقون شعر رؤوسهم، ولا ذقونهم، ومن أحفاد بروخيا (درويش أفندي) وهو صاحب الدعوة الإباحية الجنسية مستنداً بذلك إلى تعاليم التلمود التي تفيد بأن أحد الحاخامات الذي مارس الجنس مع نساء الأرض احتل مكانة مميزة في السماء بعد موته.
٣-القدماء أو (الكباندجيس): تعني الكلمة الثانية في اللغة التركية القدماء، ويطلق عليهم أيضا إسم الفرسان، والأنصار الحقيقيين، وقد انشق هؤلاء عن الجماعة الثانية بعد وفاة (بروخيا) مباشرة، ولا يعترفون به ولا بجماعة اليعقوبيين ، ويتميزون عن الجميع بمظهرهم، بسبب حلاقة الذقن، وبثقافتهم العالية، واحتلالهم حتى أيامنا هذه وظائف مرموقة في تركيا.
ولكن رغم الإختلاف بين جميع هذه الفرق، وعدم اعتراف الفرقة الثالثة بالفرقتين الأخريين إلا أنهم عند الوفاة يتوحدون في مقبرة واحدة لا تستقبل غير موتاهم.
انتشارهم ونشاطهم:
غادر شبتاي أزمير إلى سالونيك، حيث كان فيها آنذاك جالية يهودية كبيرة، من الذين تم طردهم من اسبانيا والبرتغال منذ نهاية القرن الخامس عشر. وفي مجتمع المطرودين والمهاجرين هذا وجد (شبتاي صبي) ضالته.
وبعد أن وطّد أسس دعوته بدأ في التحرك نحو الشرق، حيث زار طرابلس ومصر ، ثم فلسطين، متحركًا بين غزة وأورشليم ومدن أخرى من المدن الاوربية الشرقية.
ولايعرف على وجه الدقة عدد أفراد هذه الفرقة ولكن إحدى الصحف اليهودية في تسعينات القرن الماضي قدرتهم بأربعين ألفا ولكن أحد أفراد الفرقة الذين خرجوا منها وكتب كتابًا في الموضوع يقدر عددهم بأكثر من ذلك بكثير. وللدونمة الان مؤسسات تعليمية خاصة بهم أهمها جامعة (أشك) (النور).
وتأثير ( الدونمة ( على هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية ضخم بدرجة ملحوظة ولا يمكن إنكاره ، ومن الثابت أن أكبر دور النشر وأضخم دور الصحف التركية يمتلكها ويديرها يهود الدونمة. فهم يمتلكون مؤسسة جريدة (حريت)، وهذه المؤسسة تملك دار نشر معروفة ، وعدة مجلات ، مثل (هفته صونو) و)نهاية الأسبوع (و (ييللربويو) (مجلة التاريخ )، وجريدة (كون ايدين). وجريدة (مليت) رابع صحف تركيا توزيعـًا ، مجلة صنعت الفن الأسبوعية ، ودار نشر مليت بسلاسلها المشهورة .وجريدة جمهوريت الصباحية اليومية أيضـًا. (كان) يديرها نوري تورن، ثم سيطر على إدارتها بعد عام ١٩٧٢م رشاد أتابك وكلاهما يهودي من الدونمة .وفي جريدة (ترجمان) ثالث الصحف التركية الصباحية اليومية توزيعـًا يبرز اسم عثمان كبار ، وهو من عائلة من كبار يهود الدونمة .
كلمة رصدنا:
من خلال ما تقدم يتبين ان تعدد مدعي المهدوية عند المسلمين يقابله تعدد مماثل لدى بقية الاديان فان شبتاي صبي ليس اليهودي الوحيد الذي ادعى دور المخلص وان كان اشهرهم وقد ظهر عندهم عدد كبير من المدعين مثل ثيودوس وشمعون باركوخبا واسحق عوبادياه وموسى الدرعي وغيرهم، هذا ان احسنا الظن بهم وقلنا ان هذه الحركات غير مقصودة.
وفي رصدنا السابق كانت شهود يهوه اليهودية بظاهرها المسيحي تدعي انها رائدة حركة الخلاص والسعادة للعالم والبشرية واليوم تأتي الدونمة اليهودية بظاهرها الاسلامي لتتبنى نفس الفكرة فهل هذه مجرد مصادفة ام انها عملية مخططة لضرب الاديان من داخلها وتشويهها لدى معتنقيها لتخلو الساحة امام اليهود لتحقيق مآربهم في السيطرة على العالم ولكن انى لهم ذلك وماعملهم هذا الا لإدراكهم حقيقة نهايتهم التي يحاولون غض البصر عنها او اشغال العالم عنها وهي ان لهم يوما تنتهي فيه سيطرتهم وينتهي طغيانهم وجبروتهم بتحقق الوعد الالهي على يد الامام المهدي المنتظر عليه السلام.