تمهيدنا
يعتقد البعض ان التمهيد حالة استحداثية أوجدتها ظروف وبيئات ناتجة عن معتقدات وموروثات.
ويبين لنا الواقع الفكري للوقائع والقضايا انها باجمعها أو اغلبها قد مرت بمرحلة التمهيد قبل بلوغ الاهداف وتحقيق النتائج, والظاهر ان هذه سنة وحالة لا يمكن القفز عليها مهما تنوعت الافكار المدروسة.
وعلى مستوى الفكر الديني نجد أن الرسائل السماوية عكست لنا من خلال مرآة الوحي والكتب المطهرة انه ما من حركة فكرية تستبطن سلوكاً استقامياً إلا ومرت بمرحلة التمهيد لها, فبنظرة استطلاعية استكشافية على مواريث الانبياء نلحظ جلياً أن من سبق من الانبياء عليهم السلام مهد فكراً أو سلوكا لمن يأتي بعده من الأنبياء عليهم السلام والأولياء عليهم السلام والصلحاء.
ومن بين هذه القضايا التي مرت بهذه المرحلة هي القضية المهدوية ونجزم انها اخذت النصيب الأكبر والحظ الأوفر في التمهيد لها.
ولا نستبعد ان تكون مراحل التمهيد للقضية المهدوية متعددة ومتنوعة, وتختلف باختلاف الزمكانيات, فهي وحسب ما دلتنا الآثار قضية البشرية الأولى, وقد مهدت لها الاديان والانسان, فلا نجد مذهبا فكرياً أو ديناً بشرياً أو إلهيا إلا وقد قام اتباعه بالتمهيد لهذه الفكرة وطرحها على اساس انها عنصر الخلاص, ونهاية المرحلة, ومفتاح السعادة البشرية.
وعلى هذا الاساس ينبغي على المهتمين بهذه العقيدة ومفرداتها ان يقوموا بدورهم وبما يتناسب مع حجم الامكانات المتاحة في هذا الزمان من التمهيد لهذه القضية, وأن لا يدخر جهدٌ في سبيل نشرها عالمياً.
رئيس التحرير