مقام الخضر عليه السلام في محافظة المثنى
هناك على ضفاف الفرات حيث (الخضر عليه السلام) مدينة وادعة ترفل بدفء العلاقات وصفاء القلوب.
إنها مدينة الخضر التي تقع على بعد (٣٢) كيلو متراً جنوب مدينة السماوة مركز محافظة المثنى في الفرات الأوسط.
كان قضاء الخضر أول أمره قرية صغيرة، تجمع السكان من أبناء عشائر المنطقة حول مقام الخضر عليه السلام تبركاً، ثم أصبحت (ناحية) تابعة إدارتها لقضاء مركز السماوة. وذلك عام ١٩٢١ ثم نمت نحو التطور حتى أصبحت قضاءً من أقضية محافظة المثنى. وذلك سنة ١٩٧١. وقد سميت بهذا الاسم نسبة لمقام سيدنا الخضر عليه السلام الواقع هناك والذي هو اليوم في (الصوب الكبير) على الجهة اليسرى من نهر الفرات.
من هو الخضر عليه السلام؟
هو العبد الصالح الذي وصل إلى درجة الأنبياء عند الله، وهو موكل من قبل الإمام الحجة عليه السلام على الأرض، والخضر له أكثر من اسم وهو معروف في جميع الدول الإسلامية.
روى أن الخضر عليه السلام يحضر عند ذكره، وان مجلسه مكان لاستجابة الدعوات وقضاء الحاجات ..
_ عن الإمام الرضا عليه السلام قال: إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور، وانه ليأتينا ويسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه..
وانه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه, وانه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين وسيؤنس به الله وحشة قائمنا عليه السلام.. في غيبته ويصل به وحدته.
وقيل إن مسجد السهلة مناخ الخضر عليه السلام ما أتاه مهموم ولا مغموم إلا وفرج الله عنه..
مدينة الخضر في تاريخ العراق:
وفي القصبة (١٩) تلاً وموقعاً اثرياً يتراوح تاريخها ما بين عصر الوركاء والعصـر الآشوري وحتى العصر العربي الإسلامي، ولعل من ابرز هذه الآثار هي الوركاء وهي تبعد عـن مركز القضاء بحدود ١٢كم . وقد شاركت جماهير قضاء الخضر بثورة العـشرين إذ تمكنت من إغراق الباخرة البريطانية (كَرين فلاي) في الخضر وسفينة أخرى في منطقة البديري ولا زالت آثارها باقية في النهر حتى الآن.
وقد تحدث مدير الوقف الشيعي في محافظة المثنى قائلاً: محافظة المثنى تضم العديد من المقامات والأضرحة الدينية المنتشرة في أقضية ونواحي المحافظة ويرتادها مئات الآلاف من الزوار من المحافظة وخارجها للتبرك.. من أهمها مقام الخضر عليه السلام وهو من أولياء الله الصالحين وقد وردت قصته مع النبي موسى عليه السلام في سورة الكهف.
ويعتقد الناس انه قد مرّ من هذه المناطق وتوجد له مقامات كثيرة منتشرة في العالم الإسلامي ومن بين تلك المقامات مقامه في مدينة الخضر الذي يقول أحد خادمي المقام: ان المرقد يعود تاريخه إلى ٦٠٠ عام مضى, وبناء المقام قديم لا يحمل أية صبغة معمارية بل انه يجدد حسب رغبة المتولين (الكَوام) وهو محل للزيارة والتبرك يقصده الكثير من المؤمنين.
من كرامات الخضر عليه السلام:
ثمة كرامة يذكرها أهالي المنطقة حيث ان الحروب الكثيرة التي مرت على العراق كثيراً ما استهدفت الجسر الملاصق للمقام ودمرته تدميرا نهائيا ولكن المقام لم يتضرر بأي أذى وهذا دليل على مكانة صاحب المقام.
اكبر معمر في الخضر كأنه تجسيد حي لقضية طول العمر!!!
يتمتع بصحة جيدة ويعتبره أبناء مدينته بركة لهم، انه (الحاج خضيوي خلخال أبو عبادي) الذي يسكن مع أولاده وأحفاده في إحدى قرى المحافظة.
(فأبو عبادي) له ٥ أولاد، و ٥ بنات، وله بحدود ٧٧حفيدا، وهو متزوج من امرأتين ومازال يتذكر جيدا الحقبة الزمنية التي عاشها من تاريخ العراق، فهو من المشاركين الأبطال في ثورة العشرين التي انطلقت شرارتها من قضاء الرميثة سنة ١٩٢٠ ميلادية لمواجهة الاحتلال الانكليزي آنذاك.