تمهدينا
_ الإصلاح مفردة تهفو لها القلوب وتنعقد عليها الآمال.
_ فكل ثورات العالم قامت على مبدأ إصلاح حاضرها والنهوض بالمجتمع لتحقيق أفضل الأهداف.
_ إسلامياً, وبين الحين والآخر يخرج مصلحون هدفهم رفع تراكم الفهم الخاطئ للدين من اجل إصلاح المنظومة الدينية, فيوفق البعض لإصلاح جزئي ويخفق البعض الآخر.
_ وتبقى مسيرة الإصلاح تسري في عروق البشرية وتهتف به نفوسهم, متمنين أن يفرز المجتمع للبشرية مصلحاً يحقق أملها في تحقيق هذه الأمنية.
_ أما أتباع أهل البيت عليهم السلام فلهم مع المجتمع حالتان.
أحداهما: وهي ما يتفقون بها مع الجميع, متمثلة بانتظار هذا الإصلاح باعتباره عنواناً عالمياً يشترك فيه جميع البشر.
والثانية: وهي ما يختلفون بها عن غيرهم, وبها تكون نظرتهم لهذا الإصلاح أكثر عمقاً وشمولية, إذ انهم يخرجون هذا الانتظار الإصلاحي, من الحالة التجريدية إلى الواقع العملي المتجسد في إمامة الشخص المصلح واتخاذه رقيباً على الصغيرة والكبيرة من الأعمال, وتجديد العهد له في كونه مصلح الكون في كل زمان ومكان.
_ وهكذا يعيش شيعة أهل البيت عليهم السلام مع الناس انتظارهم للإصلاح, ويتمايزون عنهم بأن الإصلاح المنتظر عندهم إصلاح عالمي شامل وليس حالة مفهومية تنتظر من الزمان أن يولد لها الذي تتحقق به, بل ان مصلحهم موجود معهم يشاركهم كل شيء, وهم يدعون له كل صباح ومساء, ويرجون الله تعالى ان يظهره ليحقق وعد الإصلاح وتحقيق هدف السماء والأرض.
_ هذا هو انتظارنا, وينبغي أن يكون على مثله تمهيدنا.
بقلم رئيس التحرير