الإبراهيمي: السيستاني شخصية هادئة... وسياسي من الدرجة الأولى... ومطّلع على ما يجري في المنطقة
مقتطفات من لقاء للأخضر الإبراهيمي مع جريدة الحياة وحديثه عن السيد السيستاني(دام ظله).
ماذا جرى في لقائك مع السيستاني؟
- قلت له إنني آت من أفغانستان التي شهدت قتالاً عنيفاً بين السنة والشيعة، لكن القتال توقف، أما في باكستان، فإن القتل مستمر حتى في المساجد. إذا تقاتل الشيعة والسنة في العراق فإن حرباً دينية من هذا النوع قد تستمر ثلاثين أو أربعين سنة وتنهي العراق. لذلك أرجوكم بذل كل ما في استطاعتكم لتجنيب العراق هذا الخطر.
كيف كان اللقاء؟
- كان ممتازاً، واستغرق أكثر من ساعتين. لمست أنه رجل مطلع اطلاعاً جيداً، بمعنى أنه لا يعيش في عزلة عن الأحداث والتطورات. قال لي: (أنا أعرفك وقرأت عنك الكثير وآخر ما قرأته كان عن لقائك في لندن مع محمد حسنين هيكل وإدوارد سعيد). وأضاف: (أنا قرأت ما ترجم من كتب لإدوارد سعيد وقرأت أيضاً كتب هيكل). قلت له: (سأرسل إليكم كتب هيكل الأخيرة)، فرد: (كثر خيرك). ولعلّه بهذه الإشارة أراد القول إنّه لا يقفل على نفسه ويقطع صلته بالعالم، وإنّ قراءاته لا تقتصر على الجانب الديني أو الروحانيات الشيعية، وإنّه يطّلع على ما يجري في المنطقة ويُطرح فيها.
ماذا قال عن الغزو الأميركي؟
- طبعاً كان موقفهم أنّهم ضد الغزو الأميركي ولا يتعاملون مع الأميركيين. الحقيقة أنّه رفض مقابلة أي مسؤول أميركي ولا حتى أي مبعوث أميركي. تولّى عدد من الوسطاء العراقيين مهمّة نقل الأجواء أو الأفكار بينه وبين بريمر. كان موقفهم المبدئي معارضاً للغزو، لكنّ ذلك لا يلغي أنّهم أفادوا من حصوله لجهة إطاحة صدام وانتقال السلطة في العراق.
لكنّه لم يحضّ على قتال الأميركيين؟
- كان موقفه معارضاً للاحتلال لكنْ لم يصدر عنه ما يدعو إلى قتال الأميركيين.
ما هي النقطة الجوهرية في اللقاء؟
- كان لهم موقف يعتبر أنّ عودة السيادة يجب أنْ تتمّ بعد إجراء انتخابات تشكّل حكومة بناء على نتائجها. شرحت له أنّ هذا الموقف يعني تمديد الاحتلال على الأقل لسنتين لأنّ وضع العراق حالياً لا يسمح بإجراء انتخابات ذات صدقية. اقترحت عليه أنْ يتمّ تشكيل حكومة موقتة. قبل كلامي وهو كان في السابق يرفض كلام الأميركيين عن تشكيل حكومة.
كيف وجدت شخصيته؟
- وجدته شخصاً هادئاً ومطّلعاً وسياسياً من الدرجة الأولى. حين لفتُّه إلى مخاطر الحرب الشيعية السنيّة في حال اندلاعها لمست منه تفهّماً لمخاطرها. شجّعني على محاورة السنّة وأكّد أنّه سيدعم أي توجّه يحفظ حقوق الجميع.
جريدة الحياة / الجمعة، ٢٧ يونيو/ حزيران ٢٠١٤ / باريس - غسان شربل