مستبصرون
نافذة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
استيفزاسكلر - امريكا - يهودي
ولد (استيفز) في أمريكا، ونشأ في أسرة يهوديّة، حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب.
التقى بأحد علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام وتعرّف من خلاله على دين الإسلام، وقرأ القرآن الكريم فتأثّر به كثيراً، ثمّ بحث حول القرآن حتّى أيقن بأنّه معجزة الله الخالدة.
موقف الإسلام من اليهود:
سلّط (استيفز) الضوء في بحثه على ما ورد في القرآن الكريم عن اليهود، فتأثّر بقوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشرَكُوا).
وبقوله تعالى عنهم: (وَضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَب مِنَ اللّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَيَقتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيرِ الحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانُوا يَعتَدُونَ).
ثمّ قرأ (استيفز) التاريخ الإسلاميّ، فاطّلع على مواقف اليهود من الإسلام في بداية الدعوة الإسلاميّة، ومعاداتهم، وغدرهم بعهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العديد من المرّات، وإعانتهم للمشركين، وتآمرهم ضدّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإصرارهم على البغي والغدر، وإثارتهم للفتنة، بحيث أدّى ذلك إلى أنْ كتب الله عليهم الهوان والمسكنة جزاء كفرهم وفسادهم واستحقاقهم عذاب الله بما ارتكبوا من آثام الكفر والعصيان والعدوان، بحيث أنزل الله تعالى في حقّهم: (ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ أَينَ ما ثُقِفُوا إِلاّ بِحَبل مِنَ اللّهِ وَحَبل مِنَ النّاسِ وَباؤُ بِغَضَب مِنَ اللّهِ وَضُرِبَت عَلَيهِمُ المَسكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَيَقتُلُونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَكانُوا يَعتَدُونَ).
كذلك زعمهم بأنّهم على شريعة إبراهيم، فأجابهم القرآن قائلاً: (ما كانَ إِبراهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرانِيّاً وَلكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً).
ثمّ قال تعالى: (إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللّهُ وَلِيُّ المُؤمِنِينَ).
وزعموا أيضاً بأنّهم شعب الله المختار، وأنّهم أبناء الله وأحبّاؤه، فكذّبهم الله تعالى في محكم كتابه، وقال: (بَل أَنتُم بَشَرٌ مِمَّن خَلَقَ).
نور الهداية:
عرف الأخ (استيفز) بعد غربلته لمعتقداته الموروثة بطلان ما كان عليه، كما أنّه تأثّر بنداء الله تعالى في قوله عزّ وجلّ: (قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلى كَلِمَة سَواء بَينَنا وَبَينَكُم أَلاّ نَعبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ).
فتجرّد من تحكّمات ميوله، ورواسبه النفسيّة والفكريّة، ونظر إلى واقع الأمر بموضوعيّة، ثمّ اتّخذ قراره النهائي، فتخلّى عن عقائده السابقة بعد ثبوت بطلانها، واعتنق دين الإسلام الحنيف بعد اقتناعه بالأدلّة والبراهين والحجج المثبتة لأحقّيّته على باقي الأديان.. فكان إسلامه على مذهب آل بيت النبوة عليه السلام مذهب الحق، مذهب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل محمد عليهم السلام.. زيادة في الحق ولوجاً في الحقيقة.