محطات في رحلة الظهور/ الكوفة المنطلق
هيئة التحرير
لاغرو أنْ تكون هذه الحاضرة التي محقت وعذّب أهلها بسبب كونها مقراً لشيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم, ولا عجب أنْ يتّخذ منها الإمام المهدي عليه السلام حجّة الله في أرضه عاصمة, ومنطلقاً لكل تحركاته في فاعلية تصحيحه, وعملية إحقاق الحق ومحق الباطل, وطمس الظلم ونشر العدل. فقد اتّخذ منها جدّه أول الأوصياء وأبوهم جميعاً منطلقاً في حروبه أمام القاسطين والمارقين, و مآلاً ومقراً بعد حروب الناكثين.
وعن منطلقات من يملأ الأرض قسطاً وعدلا الإمام المهدي عليه السلام بجيشه وأصحابه, جاءتنا المنظومة الحديثية بروايات ثابتة كثيرة.
- جاء في (بحار الأنوار) ٥٢/٣٩٠, كذلك في (بيان الأئمة) ٤/١١٧ عن أبي عبد الله عليه السلام: (إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صدّيق فيكونون في أصحابه وأنصاره, ويردّ السواد إلى أهله, هم أهله...).
وعن أصحاب الإمام ومن يكون معه تحدّث الروايات عند ذلك بإسهاب و تفصيل.
- جاء في (تهذيب ابن عساكر) ١/٦٣ ص١٦٥, عن أبي الطفيل قال: علي عليه السلام (إذا قام قائم أهل محمد جمع الله له أهل المشرق والمغرب, فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف, فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة وأمّا الأبدال فمن أهل الشام).
- وقد أكّد آل بيت النبوة عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً في خبر ابنهم الحجّة بن الحسن, بأنّ جيشه المؤمنون, ينطلق من أرض الإيمان، كوفان.
- فقد جاء في (العياشي) ج٢/ ٥٦ح والقمي ج/٣٠٥, كذلك في (الكافي) ج٨ ص٣١٣/٤٨٧, عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا دخل القائم الكوفة, لم يبق مؤمن إلاّ وهو بها أو يجيء إليه, وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام, ويقول لأصحابه: سيروا بنا إلى هذا الطاغية فيسير إليه.
- جاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (كأنّي بالقائم عليه السلام على الكوفة, وقد لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,فينتفض هو بها فتستدير عليه, فيغشيها بخداجة من استبرق, وركب فرساً أدهم بين عينيه شمراخ, فينتفض به إنتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلاّ وهم يرون انّه معهم في بلادهم فينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...).