الحوار المهدوي (نحن علامات الظهور)
زمزم
لعل من بين أهم الأمور التي يرقبها المؤمن رصداً وبحثا واهتماما وشغفا هي علامات الظهور الشريف، فترانا نتقلب بين صفحات الكتب ونجول في طيات المقالات والبحوث بحثا عن علامة، نتجشم عناء التأويل والتحليل تكلفا لتطبيقها على واقعنا الماضي أو الحاضر وربما المستقبل، ظناً منا أن هذا غاية المنى ونهاية مطاف العناء غافلين عن أهم علامة من علاماته الا وهي الاستعداد لنصرة المهدي عليه السلام والمهدوية المباركة، إذ من الواضح بمكان أن الإمام عليه السلام ينتظر تحقق العدد المطلوب من الانصار في قيامه الأقدس ولا نتعقل ان يأتيه الأنصار من عالم آخر بعد إن كانت حركته الشريفة مختصة بأهل الأرض من الطول إلى العرض.
فكرة متواضعة اضعها بين أيدي الكرام من رواد هذا المنبر المنير ليدلي كلّ بدلوه، فيما يمكننا إعداده وتقدمته لهذا الظهور الشريف وعلى مستوياته كافة لنسهم في تعجيله، فإنني أظن أننا علامة من علاماته، وهي أهم من بناء جسر سادس أو سابع أو عاشر على ضفاف دجلة.
واتصور بدوا أن من بين المجالات التي يمكن اقتراح البحث فيها هو:
١- المجال الذاتي وبناء الشخصية المنتظرة.
٢- المجال الفكري والمعرفي.
٣- المجال الاجتماعي المحلي.
٤-المجال الأممي والدولي.
٥-المجال الاعلامي.
لنرى ما يمكننا استخلاصه من منهج عملي يسرع في تحقق علامتنا.
***
خير الإماء
زمزم حياك الله ووفقك للطيف التفاتاتك التي تعودناها من شخصك الكريم، ولكن لي ملاحظة صغيرة على ماجاء في موضوعك وهي:
- الاستعداد لنصرة الإمام هو من شرائط الظهور وليس من علاماته.
فكان من الاولى أن تعنون الموضوع بـ (نحن شرائط الظهور) وليس (نحن علامات الظهور) لأنّ العلامات تختلف تماما عن الشرائط.
فالعلامات تصنف الى حتمية وهي خمسة، وأخرى غير حتمية، وسأضع في هذه الواحة المباركة موضوعاً: حول ماهي الثمرة من الإهتمام بعلامات الظهور غير الحتمية؟
أما الشرائط فيكاد القول فيها يكون واحداً، من حيث الاستعداد للنصرة وتهذيب النفس والدعوة إلى الله وإلى أهل البيتK عموما وللإمام المهدي عليه السلام خصوصاً وغيرها من أمور تطرقت لها في موضوعك.
***
زمزم
أعلمي أختي الكريمة اني واقف تماما على ما تفضلت به من أنّ الاعداد والاستعداد الروحي والنفسي والقتالي والتقني هو من شرائط الظهور، ولكنني أعتقد بأنّ لافرق بين العلامة والشرط أحياناً، فقد يكون الشرط علامة والعلامة شرطا، فمثلا لو قلنا إن السفياني من علامات الظهور الحتمية، فهل يا ترى يمكن أن يتحقق الظهور بدون السفياني؟ لاظهور قبل (الصيحة والسفياني) فكان السفياني شرطاً، وقد لايكون شرطا منطقياً فلسفياً ولكنه شرط عرفي إنْ صح التعبير، فصحيح أن الظهور غير معلق على السفياني ولكن الظهور لايكون إلاّ بعد السفياني وهذه البعديه اشبه ما تكون بالإشتراط.
واما ما تفضلت به من التمييز بين الشرائط والعلامات بالحتمية وغير الحتمية فلا أتصوره صائباً، ولو كان صائباً فلتكن الشرائط من العلامات الحتمية فما المانع؟
ولكن التفاتتك تدخلنا في موضوع جديد وهو ما الفرق بين العلامات والشرائط ولا بأس بالتعرض له ان شاء الله.
***
الغائب
أنا مع أخي العزيز (زمزم) في أنه يمكن الاشتراك في بعض الحالات بين العلامة والشرط، إذ أن تحقق الشرط علامة على تحقق المشروط، فيمكن إذن بنحو من الجهات القول (نحن علامات الظهور).
لكن لي وقفة قصيرة مع زمزم، إذ كيف يقول (بعد أن كانت حركته الشريفة مختصة بأهل الأرض من الطول إلى العرض)
فهل من الإنصاف ذلك؟
بحسب اعتقادي أن حركته الشريفة لاتختص بالأرض فقط، بل تعم العوالم بأجمعها وهناك روايات كثيرة تؤيد هذا المعنى.
خصوصا ونحن نعتقد بالولاية التكوينية للمعصوم عليه السلام.
وهنا اتساءل هل المقصود من الحديث الشريف (لولا الحجة لساخت الارض بأهلها).
هل المقصود هو خصوص الأرض؟ كما هو نص الحديث أم أنّ الأرض جيئ بها باعتبارها مركز الثقل الكوني والمحط المكاني للحجة، وإلا فإن المقصود من الحديث أنه لولا الحجة لم يكن هناك وجود إطلاقاً، أي لساخت الأكوان بأهلها وليس خصوص الأرض.
ومن هنا نفهم أن حركه الإمام المهدي عليه السلام لاتختص بالأرض فقط.
***
وهناك تتمة شيقة وطويلة لهذا الحوار الرائع تابعها على الرابط التالي:
http://www.m-mahdi.com/forum