الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٣٨/ رجب/ ١٤٣٣هـ » ظاهرة الحزن في الأدب المهدوي
العدد: ٣٨/ رجب/ ١٤٣٣ه

المقالات ظاهرة الحزن في الأدب المهدوي

القسم القسم: العدد: ٣٨/ رجب/ ١٤٣٣هـ الشخص الكاتب: فرح موسى التاريخ التاريخ: ٢٠١٢/١٢/١٥ المشاهدات المشاهدات: ٥١٨٧ التعليقات التعليقات: ٠

ظاهرة الحزن في الأدب المهدوي

فرح موسى

كما هو معروف فإن كل فن يعبر عن قضية ما لابد ان يتسم بملامح تلك القضية، حتى يتمكن من ايصال الفكرة او القضية التي يعبر عنها إلى الآخرين, وبالتالي فان الادب المهدوي _باعتباره فناً من الفنون_ فحين يعبر عن القضية المهدوية فتارة نجده يتمثل بقصيدة شعرية، وتارة بقطعة نثرية، وأخرى بقصة، ونلمس الحزن ظاهرة في الأدب المهدوي بمجالاته كافة وفي الشعر بشكل خاص، وإعطائه تلك النكهة الخاصة؟ حتى لا تكاد تخلو قطعة أدبية من لمسة الحزن هذه.

إذًا ليكن حديثنا عن الشاعر نفسه وما دفعه إلى الالتحام مع الحزن وصيرورته كتوأم روح لا ينفصل ولا ينفك عنه إلا في حالات قليلة.

فلا تكاد تقرأ ديواناً سواء للقدماء من الشعراء وهو يرسم قضيته  إلا وقد رسمت غيمة الحزن والفراق والألم على صفحات كتابه. فنرى كاتبا يكتب خاطرة فيقول (ومن دار غربتي تلوب الروح منّي عطشا، لأرض أتت ساكنها حبوا وإن بعدت، يطوي الجوى منها الوجود، ولن يُرى منه إلاّ ينبوعها الصافي..

أبأرض الطفوف أنت.. أم بالبيت العتيق .. أو بسرّ من رأى؟ فبكلّ أرض أهواك يا مولى الورى. مهما طفت أو أقعد منّي الخطى ثقل القيود.. بل كيف لمن علم من سرّكم نزرا، أن يكتفي بحنينه الظامي.. ولا يرمي بشراع أيّامه نحو شواطئَ من ضياء الخلود).

واخر يشكو الغياب فيصفه بأنه السم المذاب  ويعلن الشوق للمح المولى:

أجرنا مـن غيــابك ما أهابــــــــا

وما نشتف من حنـــــق أرابــــــــــا

ويذيــــــــــــــــــــقنا الســــم المذابــــا

فأسعفنـــــا ولا تطـــــل الغيابــــــا

يدغدغ من ملامحك الرغابـــا 


أمنتظـــر الأنام علـى كــــلال

وجنبــنا بحقـــك ما نعــــانـــي

غيابك أيهــــا المـهدي يـــودي بنا

غيابك لا يطـــــاق وقد وهنـــا

أطلت وفي الضمائر كل شوق

وآخر يشكو الظلم ويستنهض إمامه:

وأجسام لنا في نارهم تصلى

إلى ان تنشر الإيمان والعدلا 


لنا في كل يوم دمعة ثكلـى

لبسنا ثوب أحزان ولن يبلى

إن هذه الظاهرة في الأدب المهدوي أمر طبيعي، فان كل فن يعبر عما يدور حوله ولأن الأدب المهدوي يدور حول القضية المهدوية ويعبر عنها،  ولأن أحد جوانبها الأساسية هو الإنتظار  وكل منتظِر لابد أنه يشعر بالحزن والاسى اذا كان إنتظاره لعزيز، وطال به الأمد، فهو يشعر بحزن الفاقد للشيء، خاصة وهو يعلم يقينا أن من أسباب غيبة من ينتظره هو تقصير المنتظِر, ولأن المنتظِر وهو يعتقد بغيبة وليه فهو يستشعر مولاه كل حين.

ومن الجوانب الأساسية الأخرى للقضية المهدوية هو الظلم والاستبداد والجور الذي يملأ الأرض قبيل الظهور إيذانا لبدء الفتح الأكبر ليحل السلام والعدل والأمان، فالعيش تحت وطأة الظلم والطغيان بالتاكيد يحزن قلب كل مستضعف، لهذا ولغيره من الجوانب فإن للحزن مكانا واضحا في ثنايا الأدب المهدوي، حتى أضحى البصمة التي تميزه عن باقي الفنون الأدبية الأخرى. 

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء