قصة قصيرة
دعا الله لي فأنجاني من الموت
محمد حسن عبد
شاءت الاقدار ان يصاب الشاب علي القاضي بمرض التيفوئيد ، قصد الطبيب ليعرف ما الم به لكن هذا الطبيب اخطا في تشخيص المرض وتوهم في انه مصاب بمرض الملاريا، فأعطاه أدوية الملا ريا الأمر الذي أدى الى ان تسوء حاله الى حد خشي عليه من الموت فيأس والده والاخرون من شفائه وكانوا يتوقعون وفاته كل حين،ويئس حتى الاطباء من امكانية انقاذه.
وتمر الايام ثقيلة وحالة الشاب تزداد سوءاً وكل من ياتي لعيادته يخرج من عنده يائسا من شفائه.
وبلغ الياس بهم ذروته فاسبلوا يديه ورجليه باتجاه القبلة على هيئة المحتضر وقد انعقد لسانه وفقد القدرة على الكلام، فجلس والده عند راسه وقد تملكه الحزن فيما كانت والدته في الخارج تجهش بالبكاء والنحيب حتى جاءه فرج الله فقد شاهد الشاب سيدا جليلاً مهيبا يدخل ويجلس عنده، ووجد نفسه يستغيث به وهو يرى نفسه مشرفاً على الموت. لقد انطلق بعد دخول الشيخ عليه وكان الحاضرون يسمعون كلامه واستغاثته اذ كان يردد عبارة: يا سيدي اغثني يا مولاي اغثني..
كان يتوسل به والامام عليه السلام يقرأ دعاء قصيراً والشاب مستمر في تكرار استغاثته به عليه السلام فانتبه الشاب الى نفسه ولكن الامام غاب في تلك اللحظة.
ووسط استبشار الاهل بشفاء ابنهم ومعافاته، وان الله قد كتب له حياة جديدة فاجهش الشاب بالبكاء لفراقه وكان اهله يسالونه عما جرى فلا يستطيع الاجابة وبعد فترة طويلة من البكاء الشديد اخبرهم بما جرى وهو يرد (دعا الله لي فانجاني من الموت).