أقلامهم تتحدث عن المهدي عليه السلام ودولة آخر الزمان
احمد الجزائري
نصوص نستقيها من مداد علماء أهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا الواحا في حق المهدي عليه السلام والانتظار واخر الزمان والعدل الالهي والقسط المحمدي
الشيخ (العباد عبد المحسن بن حمد) عضو هيئة التدريس في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة، من اعضاء السلك السلفي ومن مروجي هذه المدرسة التي اتسمت بالحدة والتشدد تجاه المذاهب الاسلامية الاخرى، فكفّرت كل من لا يتخذها منهجا في تحصيل العقيدة, له محاضرة القاها في الجامعة المذكورة وذيّلها مفتي السعودية الشيخ (عبد العزيز بن باز) الذي كان وقتئذ رئيسا لهذه الجامعة, عنوان المحاضرة (عقيدة اهل السنة والاثر في المهدي المنتظر).
(حيث ذكر في هذه المقال ان عقيدة المهدي المنتظر مما اخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اخبار آخر الزمان وانه يجب الاعتقاد بذلك وان خبر المهدي عليه السلام رواه الصحابة)، وذكر اسماء من رواه من الصحابة، ثم ذكر اسماء الائمة الذين خرّجوا الاحاديث، وذكر من افردوا مسالة المهدي عليه السلام بتاليف ثم ذكر الذين حكوا بتواتر احاديث المهدي عليه السلام وحكى كلامهم وذكر ما ورد في الصحيحين من اخباره وفي غير الصحيحين كذلك، وذكر نصوص بعض العلماء الذين اعتقدوا بالمهدوية ومن انكرها، وناقش كلام المنكر وايد كلام المعتقد، وعرّج على ما يوهم انه متعارض من احاديث المهدي عليه السلام فتكلم فيه وانهى حديثه, ثم قال: (الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه ان لا يتردد في تصديق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما يخبر به رايت ان يكون الكلام موضوع محاضرتي وجعلت عنوانها (عقيدة اهل السنة والاثر في المهدي المنتظر)).
فهذا الكلام الذي تحدث به هذا الشيخ يعتبر من اهم النماذج في وضوح القضية المهدوية واثبات حقانيتها، اذ انه رسم لنا مخططا فكريا عن طرق الاحاديث المهدوية ومن خرّجها والّف فيها وقال بتواترها ورد اشكالات من استشكل بها, وهذا امر يكاد يكون متداولا عند اغلب من كتب وحرر في القضية المهدوية, ولكن الامر الملفت في هذا المقال هو عنوانه!.
حيث ان هذا الشيخ عنون المقال بـ (عقيدة اهل السنة والاثر في المهدي المنتظر) وجعل الاعتقاد بامامة المهدي عليه السلام من عقائد السلفية, وانها من الامور التي ينبغي للانسان المسلم ان لا يغفلها وان يهتم بها بل ويجب عليه ان يعتقدها ويتدين بها تجاه الله سبحانه وتعالى, وهذا امر كتب فيه غير واحد من علماء هذه المدرسة، الا ان ما يميز المقال بشكل اكثر ويجعله محورا للدراسة هو عنونة كاتبه له بـ (المهدي المنتظر) فهو علاوة على جعله القضية المهدوية عقيدة للسلفية قد ذكر اسم المهدي عليه السلام ووصفه بالمنتظر, وهذا يعني ان هناك جذوراً دينية لعقيدة الانتظار في المدرسة السلفية, وان اغفلها علماؤهم تغطية عليها ولعدم ابرازها لكي لا يتهموا بانهم ياخذون عقيدتهم في الانتظار من مدرسة اهل البيت عليهم السلام, ولكن هذا الشيخ ومن معه ولشدة الازمة التي مرت بها السعودية آنذاك وخروج مهدي في مكة المكرمة _جهيمان واتباعه_ فقد صرحوا بان المهدوية عقيدة الانتظار، حتى نقل عن بعضهم في كيفية معالجة المشكلة آنذاك انهم قالوا : لنرسل جيشاً الى البيداء فان خسف بهم فالمهدي الذي ظهر حق وان لم يخسف بهم فهذا المهدي باطل.
اذن فالجماعة يتعاملون مع العقيدة وان لم يبرزوها, وهذه واحدة من المآخذ الكثيرة التي تؤخذ على السلفية اذ انها تحاول ان تغطي على الكثير من المعتقدات التي اثبتتها الصحاح ولكن اتباعها يمارسونها عملياً.