الزائرون يجتازون تخوم المثنّى والديوانيّة تستقبلهم عبر مدينة الحمزة
تواصل الحشودُ الحسينيّة زحفَها صوب قِبلَة الأحرار وكَعبةِ الصمود كربلاءَ المقدّسة لزيارة الأربعين، وقد آلت على نفسها بعدم الاكتراث لأيّ متاعب جسديّة أو مناخيّة، فلا تعب ولا إرهاق ولا كلل ولا ملل ما دام الهدفُ هو التشرّف بزيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في ذكرى أربعينه الخالدة.
إنّ الزائرين والمواكب السيّارة معهم قد اجتازوا فجر هذا اليوم الثلاثاء (١٣ صفر ١٤٤٣هـ)، آخرَ محطّةٍ لهم في محافظة المثنّى عند مدينة الرميثة تحديداً، ليصل بعد مسيرٍ بلغ (٣٦ كم) إلى الديوانيّة ويدخلها عبر مدينة الحمزة الشرقيّ، بعد أن مرّ بمنطقة العارضيّات والطابو وأبو حبيبات، الواقعة على الطريق المؤدّي لهذه المدينة.
ولمحافظة الديوانيّة خصوصيّةٌ فهي مُلتقى زائري محافظات البصرة وميسان والمثنّى، إضافةً إلى قسم من زائري محافظة واسط علاوةً على مدن الديوانيّة، ويصلون إليها عبر طرقاتٍ رئيسيّة وأُخَر نيسميّة.
إنّ أعداد الزائرين في تزايدٍ مستمرّ، والخدمات المتنوّعة ما زالت تُقدّم لهم من قِبل أصحاب المواكب الحسينيّة والأهالي، الذين هرعوا وفتحوا القلوب قبل البيوت للتشرّف بخدمتهم، في مشهدٍ يعجز اللّسان عن وصفه ويكلّ القلم عن خطّه.
لا شيء يدفعُ بالجميعِ إلى بذلِ الجُهد والمال والراحة سوى حبّ الحسين(عليه السلام)، والشوق إلى لُقياه، ولسانُ حال الجميع ينادي:
لبّيكَ داعيَ الله.. إنْ كانَ لم يُجبْكَ بَدنِي عندَ استغاثتِكَ، ولِسانِي عندَ استنصارِكَ، فقد أجَابكَ قَلبِي وسَمعِي وبَصَري.