أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » متفرقة » (١١٩٢) شرح مختصر لدعاء الفرج

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 متفرقة

الأسئلة والأجوبة (١١٩٢) شرح مختصر لدعاء الفرج

القسم القسم: متفرقة السائل السائل: علاء عبد الحسن الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢٢/٠٣/٣١ المشاهدات المشاهدات: ١٧٨٣ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

هل لكم أن تشرحوا لنا بشكل مختصر دعاء الفرج للإمام المهدي (عجّل الله فرجه):
(اللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ اَلحُجَّة بنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَعَلى آبائِهِ في هذِهِ السّاعِةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وحَافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيناً حَتّى تُسكِنَهُ أرضَك طَوعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً... بِرَحمَتِكَ يا أَرحَمَ الرّاحِمينَ)


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
دعاء الفرج رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) في كتابه الكافي الشريف وغيره من العلماء عن محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين (عليهم السلام) قال: تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كل حال وفي الشهر كله وكيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك، تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله): (اللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ اَلحُجَّة بنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَعَلى آبائِهِ في هذِهِ السّاعِةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وحَافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيناً حَتّى تُسكِنَهُ أرضَك طَوعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً). [الكافي للشيخ الكليني: ج٤، ص١٦٢]
(اللّهُمَّ) كان في الأصل يا الله فحُذف حرف النداء وعوّض بحرف الميم في آخر اسم الجلالة ليدل على حرف النداء.
(كُنْ) كن: فعل أمر من (كان يكون) وهنا يستخدم للطلب من الله تعالى وقد قسم علماء البلاغة الطلب إلى ثلاثة أقسام: فإذا صدر من العالي للداني فهو (أمر)، وإن صدر من المتساويين فهو (التماس)، وأمّا صدوره من الداني للعالي كما هو الحال هنا فهو (دعاء).
(لِوَلِيِّكَ) لغة هو القريب والقرب منه تعالى إنما يتحقق بالعبودية والطاعة لله تعالى.
(اَلحُجَّة بنِ الحَسَنِ) تسميته بالحجة (عجّل الله فرجه) باعتبار أن الله تعالى يحتج به على خلقه فيما له من صفات الكمال والاستقامة، ولذا ورد عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا بن أبي يعفور إن الله تبارك وتعالى واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره، فخلق خلقاً ففرّدهم لذلك الأمر فنحن هم، يا بن أبي يعفور فنحن حجج الله في عباده... . [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص٨١]
(صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَعَلى آبائِهِ) سُئل الإمام الكاظم (عليه السلام) عن معنى صلاة الله، وصلاة ملائكته، وصلاة المؤمن في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الله ومَلائِكَتَه يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْه وسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾؟ فقال (عليه السلام): صلاة الله رحمة من الله، وصلاة ملائكته تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له. [ثواب الأعمال الصدوق: ص١٥٦]
(في هذِهِ السّاعِةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ) أي في كل وقت من الأوقات، والساعة في كلام العرب يعني الوقت قل أو كثر، وإطلاقها في عرفنا على الساعة المؤلفة من الدقائق الستين إطلاق مستحدَث.
(وَلِيّاً) وإن كان أصل الولي بمعنى القرب ولكن يرشح عن هذا الأصل صحة استعماله في (المتصرف بالأمور)، فحينما أقول: الأب ولي الطفل، فالمقصود أنه الذي يتولى أمره ويتصرف في تدبير شؤونه نصرة ورعاية، فإن قلت: لقد أثبتت الرواية للإمام (عليه السلام) بأنه (ولي الله)، فما معنى أن أدعو الله تعالى مرة أخرى أن يتولى أمر الإمام ثانية؟! والجواب: أن الولاية لها درجات ومراتب لا حصر لها، باعتبار أن القرب من الله تعالى ليس قرباً مكانياً حتى يتوقف عند حد معين فيصح الدعاء بهذا اللحاظ.
(وحَافِظاً) الحفظ هو حراسة الشيء ورعايته وأن يمنع عنه كل سوء وضرر يمكن أن يلحق بالإمام (عجّل الله فرجه) من أعدائه.
(وَقائِداً) قائد اسم فاعل، من قاد وهو الذي يتحكم بالشيء سيراً وحركة، والداعي يطلب من الله تعالى أن يقود الإمام (عجّل الله فرجه) ليحقق ميعاده فيه بنصرة دينه وإعلاء كلمته.
(وَناصِراً) النصر هو الإعانة في قبال الأعداء وتقوية الإمام (عجّل الله فرجه) لمواجهة المخالفين الذين يتربصون به ونصرة الله تعالى له، بمعنى أن يؤتيه الظفر والغلبة.
(وَدَليلاً) أن يكون الله تعالى دليلاً للإمام (عجّل الله فرجه) بمعنى أن يرشده ويهديه إلى تحقيق الهدف والغاية التي أُنيطت به وهي إقامة العدل وقمع الظلم.
(وَعَيناً) أن يكون الله تعالى عيناً للإمام (عجّل الله فرجه) فهو كناية عن شدة القرب منه تعالى وتجلي الصفات والأسماء الحسنى فيه (عجّل الله فرجه)، ورد في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٣٥٢]
(حَتّى تُسكِنَهُ أرضَك طَوعاً) الدعاء بأن الله تعالى يُسكن الإمام الأرض لا يعني أنه غير موجود فيها الآن أو في عالم آخر كما توهمه البعض، فإنه (عجّل الله فرجه) لو لم يكن يعيش في أرضنا ومعرَّض فيها للأخطار والمحن، لما كان هناك حاجة للدعاء له بالحفظ والرعاية من قبله تعالى، فليس حاله (عجّل الله فرجه) كحال عيسى بن مريم (عليه السلام) والذي هو حي في عالم السماء وبعيداً عن الأخطار، ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): كلما مضى منا إمام سكن أحد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه. [بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: ص٤٢٥]
ومعنى أن يسكن الأرض طوعاً، أي: أن يهيئ له الله تعالى أسباب النصر والتمكين حتى يطيعه كل من في الأرض وينقادون له.
(وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً) تمتعه من (متع) وهو يدلّ على منفعة وامتداد مدّة في خير، كما ذكر ذلك ابن فارس في مقاييس اللغة فيكون المعنى أننا ندعو الله تعالى أن يمد في عمره طويلاً، وأمّا المنفعة المتصورة فإنما هي تعود في حقيقتها على أهل الأرض لينتفعوا من إقامته الحق والعدل وقمع الباطل والظلم.
مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الصيغة التي رواها الشيخ الطوسي في التهذيب ج٣، ص١٠٣ في هذا الدعاء وردت هكذا (وتمكنه فيها طويلاً) بدل (تمتعه)، فيكون معناها أن تقدره عليها بالظفر والنصر، ورد في لسان العرب (وتمكن من الشيء واستمكن ظفر).
ولعلها الأصح انسجاماً مع كثرة استعمال هذه المفردة قرآنياً وروائياً، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرض يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرض وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً﴾.
وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ...﴾، وقد ورد تفسير هذه الآية عن الإمام الباقر (عليه السلام): هذه لآل محمد، المهدي وأصحابه يُملّكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين، ويميت الله (عزَّ وجلَّ) به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهةُ الحقَّ، حتى لا يرى أثر من الظلم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولله عاقبة الأمور. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢٤، ص١٦٦]
وقال تعالى: ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾، وقد ورد مستفيضاً في الأخبار تفسيرها بالأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) عند الرجعة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016