أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الظهور » (١١٥١) هل توجد في حكومة الإمام (عجّل الله فرجه) شرطة وسجون؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الظهور

الأسئلة والأجوبة (١١٥١) هل توجد في حكومة الإمام (عجّل الله فرجه) شرطة وسجون؟

القسم القسم: عصر الظهور السائل السائل: زينب الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/١١/٢٠ المشاهدات المشاهدات: ١٣٠٠ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

هل توجد في حكومة الإمام (عجّل الله فرجه) شرطة وسجون؟
إذا كان الجواب نعم، فمن الذي يسجن؟ هل هنالك من يخالف حكومة الإمام (عجّل الله فرجه) أثناء حكومته؟!
ولمن تأسيس الشرطة والجيش، ولمحاربة مَن، وقوةً على مَن، وهو القوي الأعظم والأوحد على الكرة الأرضية في وقتها؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
مع إيماننا بأن المجتمع المهدوي هو أعظم مجتمع يمكن أن تصل إليه الإنسانية على مستوى الرشد والنضوج العقلي والمعرفي، ولكن لا يعني ذلك بأي حال أن هذا المستوى من التكامل والرقي سوف يحصل في الدولة المهدوية في ليلة وضحاها، بل يحتاج هذا الأمر إلى المعالجة التدريجية والسير نحوه خطوة بعد خطوة، لاسيما أن السواد الأعظم من الناس والذين سوف يعاصرون ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) يحملون في سلوكهم الكثير من الانحراف والابتعاد عن معالم العدل والحق بعد أن مروا بتجارب بشرية أبعدتهم كثيراً عن تلك المعاني السامية.
والذي يمكن أن نستظهره من الروايات والأخبار أن الطبيعة الإصلاحية التي يتبناها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لتلك الإشكاليات سوف تراعي الاستعدادات والقابليات لأفراد الإنسانية، وهذه الحقيقة إنما تفرضها الطبيعة الواقعية للتشريع الإسلامي عموماً والقول بخلافها لا ينسجم إلّا مع افتراض العصمة التامة للمجتمع الإنساني حينذاك أو الاستئصال الفوري والصادم لكل مظاهر الخطأ أو الزلل، وكلا الافتراضين لا يمكن المصير إليهما في واقع الأمر ولا تساعده الأخبار والأحاديث المعنية بتسليط الضوء على معالم الدولة المهدوية في عصر الظهور المقدس.
وعلى ضوء ما تقدم من البيان السابق، فمن الطبيعي أن يكون للحدود الشرعية والعقوبات الجنائية حضور في المجتمع المهدوي والقوانين الحاكمة فيه، فقد روى الكليني في كتاب الكافي: عن الإمام الكاظم (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: ﴿يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾، قال (عليه السلام): ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل، ولَإقامة الحد لله أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً. [الكافي للشيخ الكليني: ج٧، ص١٧٤]
ومع أن العقوبات الإسلامية التي تم تشريعها في الأعم الأغلب تتمحور نحو العقوبات البدنية أو الغرامات المالية من الكفارات والديات وغيرها، إلّا أننا نجد أن بعض الجرائم عولجت في الإسلام بالحبس والسجن، سواء على مستوى الردع أو التأديب، من قبيل ما روي في صحيحة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال: إنّ أُمّي لا تدفع يد لامس، قال: فاحبسها، قال: قد فعلت، قال: فامنع من يدخل عليها، قال: قد فعلت، قال: قيّدها، فإنّك لا تبرّها بشيء أفضل من أن تمنعها من محارم الله (عزّ وجلّ). [من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق: ج٤، ص٧٢]، أو ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): تقطع رِجل السارق بعد قطع اليد، ثمّ لا يقطع بعد، فإن عاد حُبس في السجن وأنفق عليه من بيت مال المسلمين. [الكافي للشيخ الكليني: ج٧، ص٢٢٣]، أو ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): يجب على الإمام أن يحبس الفسّاق من العلماء، والجهّال من الأطبّاء، والمفاليس من الأكرياء. [من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق: ج٣، ص٣١]
وعلى ضوء هذه الروايات يمكن أن نفترض أن عقوبة السجن سواء كان حداً شرعياً كما فيمن تكررت منه السرقة، أو كان تعزيراً تأديبياً يتبع رؤية الحاكم، لن تُلغى في القوانين الحاكمة في الدولة المهدوية، ضرورة أنها تستمد أحكامها من الشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما روي هذا المعنى واضحاً عن الإمام الصادق (عليه السلام): حلال محمد حلال أبداً إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبداً إلى يوم القيامة، لا يكون غيره ولا يجيء غيره. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٥٨]
وهذا الافتراض يمكن القبول به كقدر متيقن في المراحل الأولى لنشوء الدولة المهدوية ثم تقل الحاجة إلى ذلك شيئاً فشيئاً مع الرشد والنضوج الذي يتجه نحوه المجتمع المهدوي في مسيرته التكاملية، لاسيما في المراحل اللاحقة لظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وبعد أن يلمس الناس نعمة العدل والاستقامة، وهو الأمر الذي يرشح بوضوح عن كثير من الروايات التي تحكي لنا عن معالم الخير والصلاح في ذلك المجتمع الذي لم يسبق للإنسانية أن اختبرته أو امتحنته قبل ذلك، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهب الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلّا على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه. [الخصال للشيخ الصدوق: ص٦٢٦]، وما روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا قام قائمنا، وضع يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت بها أحلامهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٧٥]
وبعد هذا البيان يمكن أن نفهم أن جهاز الشرطة أو غيرها من أجهزة الأمن الأخرى والتي تستهدف الحفاظ على استقرار المجتمع الإنساني وتوازناته العادلة إنما هو رهين بالحاجة المجتمعية في ذلك والذي يعود في جوهره إلى مدى انسجام الناس وسلوكهم مع متطلبات الدولة المهدوية ومشروعها الذي يستهدف كمال الإنسانية وخيرها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016