فهرس المكتبة التخصصية
 كتاب مختار:
 البحث في المكتبة:
 الصفحة الرئيسية » المكتبة التخصصية المهدوية » كتب أخرى » سلمان المحمدي (عليه السلام) والمهدوية
 كتب أخرى

الكتب سلمان المحمدي (عليه السلام) والمهدوية

القسم القسم: كتب أخرى الشخص المؤلف: الشيخ علي محمد سعدون تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٩/٠٥/١٧ المشاهدات المشاهدات: ٨٤٩٩ التعليقات التعليقات: ٠

سلمان المحمدي (عليه السلام) والمهدوية

إعداد وإلقاء: الشيخ علي محمد سعدون

الفهرست

المقدمة
تعريف موجز بالإمام المهدي (عليه السلام):
تعريف موجز بسلمان المحمدي (عليه السلام):
المبحث الأول: طول عمر سلمان (عليه السلام) والمهدوية
بعض المعمرين من الانبياء (عليه السلام)
الاقوال في العمر الشريف لسلمان المحمدي (عليه السلام)
المبحث الثاني: سلمان المحمدي والرجعة
الرواية الأولى:
الرواية الثانية:
المبحث الثالث: مرويات سلمان المحمدي (رضي الله عنه) في الإمام المهدي (عليه السلام)
الرواية الاولى
الرواية الثانية
الرواية الثالثة
الرواية الرابعة
الرواية الخامسة
الرواية السادسة
الرواية السابعة
الرواية الثامنة
الرواية التاسعة
الرواية العاشرة
الرواية الحادية عشر
الرواية الثانية عشر
الرواية الثالثة عشر
الرواية الرابعة عشر
الرواية الخامسة عشر
الرواية السادسة عشر
الرواية السابعة عشر
الرواية الثامنة عشر
الرواية التاسعة عشر
الخاتمة والنتيجة
المصادر

المقدمة

البحث بعنوان (سلمان المحمدي عليه السلام والمهدوية) يحاول البحث ايجاد العلاقة بين سلمان المحمدي والقضية المهدوية من خلال نصوص المعصوم وتم التمهيد له بمقدمتين الاولى كانت تعريفاً موجزاً بالشخصية العظيمة للإمام المهدي (عليه السلام) والاعتقاد به مع اعطاء تعريفاً عاماً حول العقيدة المهدوية. والمقدمة الثانية كانت تعريفاً موجزاً لسلمان المحمدي (عليه السلام) واما المبحث الاول فكان حول مسألة طول عمر سلمان المحمدي وارتباط ذلك بطول عمر امامنا المهدي (عليه السلام) وفيها تم ذكر بعض المعمرين من الانبياء (عليهم السلام) وغيرهم وتم ذكر الاقوال في عمر سلمان المحمدي (عليه السلام) وأما المبحث الثاني فقد ذكرنا فيه علاقة سلمان المحمدي بالرجعة وانه يرجع مع قائم آل محمد (عليهم السلام) وعثرنا على نصين في ذلك احدهما يقول فيه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لسلمان المحمدي في حق القائم (عليه السلام): «يا سلمان انك مدركه ومن كان مثلك ومن تولاه بحقيقة الايمان»(١) والمبحث الثالث كان في مرويات سلمان المحمدي (عليه السلام) في الإمام المهدي (عليه السلام) وردت عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليهم السلام) وكان مجموعها تسعة عشر نصاً والخاتمة كانت في نتيجة البحث.
تعريف موجز بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه):
١- هو الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ومن ذرية الإمام الحسين (عليهم السلام).
٢- اسمه محمد بن الإمام الحسن العسكري (عليهما السلام).
٣- ولد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في مدينة سامراء المقدسة سنة (٢٥٥هـ)(٢) وتعد مسألة الولادة من المسلمات التاريخية وقد صرح بذلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مضافاً الى العديد من محدثي الجمهور ويدل على ولادته:
أ‌- اخبار الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بالولادة الشريفة.
ب‌- شهادة القابلة وهي السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد واخت الإمام الهادي وعمة الإمام العسكري (عليهم السلام).
ت‌- شهادة وكلاء الإمام المهدي (عليه السلام) ومن وقف على معجزاته بالرؤية.
ث‌- شهادة الخدم والجواري بالرؤية.
ج‌- تصرف السلطة العباسية بالبحث عنه والتفتيش.
ح‌- اعتراف علماء النسب بالولادة وغير ذلك من الادلة.
خ‌- تدل على وجوده وولادته الآيات المباركة مثل قوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (الرعد: ٧) والاحاديث مثل حديث الثقلين وحديث الاثني عشر وحديث من مات ولم يعرف إمام زمنه وحديث عدم خلو الزمان من حجة.
٤- القابه (عجّل الله فرجه) كثيرة اشهرها المهدي والقائم والمنتظر ومنها الحجة والخلف الصالح وبقية الله والمنصور وصاحب الامر وولي العصر وصاحب الزمان، وقد اوصلها المحدث النوري الى ١٨٢ لقباً.
٥- يخرج اخر الزمان بعد أن تملأ الارض ظلماً وجورا ليملأها قسطاً وعدلا.
٦- له غيبة صغرى حدثت سنة ٢٦٠هـ بعد شهادة الإمام العسكري وقيل ابتدأت منذ ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) وانتهت بوفاة السفير الرابع سنة ٣٢٩هـ لتكون ٦٩ سنة.
٧- له اربع سفراء في الغيبة الصغرى اولهم عثمان بن سعيد العمري واستمرت سفارته خمس سنوات، ثم بعده ابنه محمد بن عثمان استمرت سفارته اربعين سنة ثم الحسين بن روح النوبختي استمرت سفارته عشرين سنة ثم السفير الرابع علي بن محمد السمري استمرت سفارته ٣ سنوات.
٨- قام الدليل القطعي على انقطاع السفارة بعد السفير الرابع فلا يوجد سفير خامس ومن هذه الادلة التوقيع الذي رواه الشيخ الصدوق قال حدثنا ابو الحسن بن أحمد المكتب قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك: فانك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد طول الامد وقسوة القلب وامتلاء الارض جورا وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه وقضى فهذا آخر كلام سمع منه(٣).
٩- بدأت الغيبة الكبرى – الثانية – سنة ٣٢٩هـ وتنتهي بظهوره الشريف.
١٠- اهم علامات ظهوره خروج اليماني من اليمن والسفياني من الشام والخسف بجيشه وقتل النفس الزكية بين الركن والمقام وصيحة من السماء في شهر رمضان. وهذه من العلامات الحتمية وقد اختلف في جريان البداء فيها وعدمه.
١١- الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في غيبته يراه الناس ولا يعرفونه ويحظر موسم الحج كل سنة فهو موجود بيننا.
١٢- اما مدة حكومته فقد اختلفت الروايات في ذلك اختلافاً شديداً فبعضها ذكرت سبع سنوات وبعضها تسعة عشر سنة وبعضها سبعين سنة وبعضها ثلاث مئة وتسع سنة وبعضها أنه يحكم ما يشاء الله تعالى.
١٣- يخرج معه انصاره وعددهم ٣١٣ يوافونه في مكة بعضهم مفقودون عن فرشهم وبعضهم ينقلون على السحاب ثم يكتمل له عدد الجيش وهو عشرة آلاف فيخرج بالسيف ويظهر أنه كناية عن السلاح ولا نرى مبرراً للجمود على مفردة السيف فإنه تعبير مجازي وكنائي.
١٤- تشرف الكثير من الناس بلقائه (عجّل الله فرجه) في الغيبة الكبرى منهم السيد مهدي بحر العلوم والسيد بن طاووس وغيرهم الكثير وقد ورد ذكر الكثير من هذه النصوص من قبل المحدث النوري في كتابه الموسوعي النجم الثاقب.
١٥- لم يثبت بنحو القطع ان الامام تزوج في عصر الغيبة وكذا لم يثبت ان عنده اولاد وذرية واما رواية الجزيرة الخضراء التي ذكرت فيها الاولاد فهي ضعيفة سنداً ودلالة.
١٦- الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أوكل الامور في الغيبة الكبرى الى الفقهاء العدول ففي التوقيع الشريف واما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم(٤).
١٧- اهم الشبهات التي اثيرت ضد الإمام المهدي (عليه السلام) هو شبهة قتله للعلماء وعمدة ادعائهم الباطل هذا هي رواية البترية وهي ضعيفة السند والدلالة.
١٨- اهم اسباب غيبته (عليه السلام) هو خوفه من الاعداء ولكي يتم الامتحان والاعتبار ولئلا يكون في عنقه بيعة للظالمين وهي سر من اسرار الله.
١٩- ينبغي على المؤمنين انتظاره بان يتهيؤوا في العدد والعدة ويعملون الواجبات ويتركون المحرمات ويدعون لإمامهم بالفرج فانه ورد في التوقيع الشريف وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ذلك فرجكم) (٥).
٢٠- اهم الادعية المتعلقة به (عليه السلام) المستجابة هو دعاء العهد والندبة وأهم الزيارات زيارة ال ياسين وزيارة يوم الجمعة.
تعريف موجز سلمان المحمدي (عليه السلام):
١- الاحاديث التي وصفت سلمان المحمدي كثيرة نكتفي بحديث جاء عن صادق اهل البيت (عليهم السلام) حيث روى الشيخ الطوسي بسند عن منصور بزرج قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ما اكثر ما اسمع منك يا سيدي ذكر سلمان الفارسي فقال: لا تقل الفارسي ولكن قل سلمان المحمدي اتدري ما كثرة ذكري له؟ قلت: لا قال: لثلاث خلال: أعدها: ايثاره هوى امير المؤمنين (عليه السلام) على هوة نفسه والثانية: حبه للفقراء واختياره اياهم على اهل الثروة والعدد والثالثة حبه للعلم والعلماء ان سلمان كان عبدا صالحا حنيفا مسلما وما كان من المشركين(٦).
٢- اسم سلمان هو مايه ويقال روزبه واما ولادته فيقال في شيراز ويقال في اصبهان ويقال في كازرون ويقال في رامهرز(٧).
٣- كانت رحلته لطلب دين الله تعالى الى الشام ثم الى الموصل فنصيبين فعمورية ثم سمع بان نبيا سوف يبعثه الله فقصد بلاد العرب فلقيه بني كلب فاستعبدوه وباعوه حتى وصل الى المدينة المنورة فسمع بالإسلام وقصد النبي محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(٨).
٤- اختلف في تاريخ ولادته ومدة عمره فقيل عاش ٣٥٠ سنة وقيل اقل وقيل اكثر وروي انه ادرك عيسى (عليه السلام)(٩) اما وفاته فكانت سنة ٣٦هـ.
المبحث الاول: طول عمر سلمان (رضي الله عنه) والمهدوية:
مسألة طول العمر للأمام المهدي (عليه السلام) من المسائل المهمة التي وقعت محلا للنزاع بين الامامية وغيرهم وقد طرحها علمائنا في كتبهم كالشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم.
ومن المناسب هنا ان نبحث طول عمر سلمان المحمدي (رضوان الله عليه) ونجعله مؤشرا على امكانية طول عمر الإمام المهدي (عليه السلام) المولود سنة ٢٥٥هـ على ان ظاهرة طول العمر لا تختص بسلمان المحمدي وانما هناك الكثير من المعمرين في التاريخ سواء كان عمرهم اكثر او اقل من عمر سلمان المحمدي.
بعض المعمرين من الانبياء (عليه السلام):
لنذكر على سبيل المثال لا الحصر هؤلاء المعمرين:
١- النبي آدم (عليه السلام) فقد عاش ٩٣٠ عاما فعن الامام جعفر بن محمد الصادق عن ابيه عن جده (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (عاش ابو البشر آدم (عليه السلام) تسعمائة وثلاثين سنة..)(١٠).
٢- النبي نوح (عليه السلام): فقد عاش ٢٥٠٠ عاما فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: عاش نوح (عليه السلام) ألفي سنة وخمسائة سنة. منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل ان يبعث وألف سنة الاّ خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم وسبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونصب الماء(١١) فمصر الامصار واسكن ولده البلدان ثم ان ملك الموت (عليه السلام) جاءه وهو في الشمس فقال له: السلام عليك فرد الجواب فقال له: ما جاء بك يا ملك الموت؟ فقال جئت لأقبض روحك فقال له: تدعني أخرج من الشمس إلى الظل؟ فقال له: نعم فتحول نوح (عليه السلام) ثم قال: يا ملك الموت كأن ما مر بي في الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل فامض لما امرت به قال: فقبض روحه (عليهم السلام)(١٢).
٣- النبي شيث (عليهم السلام): فقد عاش (٧١٢) عام قال المسعودي: (وكان عمر شيث سبعمائة واثنا عشر سنة)(١٣).
٤- النبي سليمان (عليه السلام): فانه عاش ايضا (٧١٢) عاما فعن الامام الصادق عن ابيه عن جده (عليهم السلام) عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (... وعاش سليمان بن داود (عليهما السلام) سبعمائة واثنتي عشرة سنة)(١٤).
٥- الخضر (عليه السلام): فقد اخبرنا القرآن الكريم بقصته وانه كان في زمن النبي موسى (عليه السلام) قال تعالى: (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما) (الكهف: ٦٥).
وان الله تعالى مد في عمر الخضر ليكون دليلاً لطول عمر امامنا المهدي (عليه السلام) روى الشيخ الصدوق بسند عن الامام الصادق (عليه السلام): (...واما العبد الصالح- اعني الخضر (عليه السلام)- فان الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الانبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له بلى ان الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه ان يقدر من عمر القائم (عليه السلام) في ايام غيبته ما يقدر وعلم ما يكون من انكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم (عليه السلام) وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة)(١٥).
الاقوال في العمر الشريف لسلمان المحمدي:

ذكرت المصادر عدة اقوال في مدة بقاء سلمان المحمدي نذكرها كالآتي:
١- ان عاش مائتان وخمسين عاماً(١٦).
٢- انه عمره كان ثلاثمائة وخمسين عاماً(١٧).
٣- انه عاش اربعمائة واربع وعشرين قال البياضي (ودور المشتري الاعظم اربعمائة واربعة وعشرون قيل وهو عمر سلمان الفارسي)(١٨).
٤- اكثر من خمسمائة سنة حيث ذكر الشيخ المفيد بأن سلمان ادرك عيسى (عليه السلام)وحيث ان بين نبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبين عيسى (عليه السلام) هو خمسمائة سنة وان سلمان ادرك النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لذا يكون سلمان عاش اكثر من خمسمائة سنة واليك نص كلام الشيخ المفيد قال: (واكثر اهل العلم يقولون: بأنه رأى المسيح وادرك النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعاش بعده وكانت وفاته وسط ايام عمر بن الخطاب)(١٩) وقال الشيخ الطوسي: (وروى اصحاب الاخبار ان سلمان الفارسي (رضي الله عنه) لقي عيسى بن مريم (عليه السلام) وبقي الى زمان نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخبره مشهور)(٢٠).
٥- انه عاش خمسمائة او اقل حيث انه ادرك وصي عيسى (عليه السلام) ففي رواية طويلة يذكرها الشيخ الصدوق في سبب اسلام سلمان عن الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) وفيها انه وجد في بيته كتاب فيه عهد يأمر بأن يأتي وصي عيسى (عليه السلام)(٢١).
ومن هنا يتضح ان سلمان المحمدي كان من المعمرين وهذا يدل بشكل طبيعي على ان بعض الناس اعطاهم الله العمر المديد فيكون ذلك مؤشراً على امكان اعطاء العمر الطويل لإمام زماننا الإمام المهدي المنتظر (ارواحنا لتراب مقدمه الفداء).
المبحث الثاني: سلمان المحمدي والرجعة:
يظهر من بعض النصوص ان سلمان المحمدي يرجع في زمن الإمام المهدي (عليه السلام) لكي يكون من انصاره واعوانه والمجاهدين بين يديه.
١- جاء في رواية الامام الصادق (عليه السلام): «إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبع وعشرين رجلاً خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون وسبع من اصحاب الكهف ويوشع وصي موسى ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسي وابا دجانة الانصاري ومالك الاشتر»(٢٢).
وفي رواية الارشاد عبارة (من ظهر الكوفة)(٢٣) وليس من ظهر الكعبة والرواية تصرح برجوع ٢٧ شخصاً لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) ومنهم سلمان المحمدي.
ويظهر من الروايات ان سلمان المحمدي ليس من الثلاثمائة والثلاث عشر الذين يكونون مع الإمام المهدي (عليه السلام) والذين بعضهم يأتي على السحاب وبعضهم مفقود عن فراشه ولا نحتمل انه من الانصار العاديين لذا قد يكون شأنه اعلى من هؤلاء الثلاثمائة والثلاثة عشر.
٢- الراوية الثانية: روى سلمان المحمدي (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً. فقلت: يا رسول الله قد عرفت هذا من اهل الكتابين. فقال: يا سلمان هل علمت من نقبائي ومن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟ فقلت: الله ورسوله اعلم. فقال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته وخلق من نوري علياً ودعاه فأطاعه وخلق من نور علي فاطمة ودعاها فأطاعته وخلق مني ومن علي وفاطمة: الحسن ودعاه فأطاعه، وخلق مني ومن علي وفاطمة: الحسين فدعاه فأطاعه. ثم سمانا بخمسة اسماء من اسمائه فالله المحمود وانا محمد والله العلي وهذا علي والله الفاطر وهذه فاطمة والله ذو الاحسان وهذا الحسن والله المحسن وهذا الحسين، ثم خلق منا ومن نور الحسين تسعة ائمة فدعاهم فأطاعوه قبل ان يخلق سماء مبينة وارضاً مدحية ولا ملكاً ولا بشراً وكنا نوراً نسبح الله ونسمع له ونطيع. قال سلمان: فقلت له يا رسول الله بأبي انت وامي فما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليهم وتبرأ من عدوهم فهو والله منا يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن فقلت يا رسول الله وهل يكون ايمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وانسابهم فقال: لا يا سلمان. فقلت يا رسول الله وأنى لي بهم وقد عرفت الى الحسين؟ قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمد ابن علي باقر علم الاولين والاخرين من النبيين والمرسلين ثم ابنه جعفر بن محمد لسان الله الصادق ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله، ثم ابنه علي بن موسى الرضي لأمر الله ثم ابنه محمد بن علي المختار من خلق الله ثم ابنه علي بن محمد الهادي الى الله ثم بنه الحسن الصامت الامين لسر الله ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله. ثم قال يا سلمان انك مدركه ومن كان مثلك ومن تولاه بحقيقة المعرفة. قال سلمان فشكرت الله كثيراً ثم قلت: يا رسول الله وإني مؤجل الى عهده؟ قال: يا سلمان اقرأ ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ (الإسراء: ٥-٦).
قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي ثم قلت: يا رسول الله أ بعهد منك؟ فقال: اي والله والذي ارسل محمداً بالحق مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة وكل من هو منا ومعنا ومضام فينا اي والله يا سلمان وليحضرن ابليس وجنوده وكل من محض الايمان محضا ومحض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص الاوتار ولا يظلم ربك احد ويحقق تأويل هذه الآية: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: ٥-٦).
قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما يبالي سلمان متى لقي الموت او الموت لقيه»(٢٤).
والرجعة تعني رجوع جماعة قليلة من الاموات الى الدنيا قبل يوم القيامة في صورتهم التي كانوا عليها عند قيام المهدي (عليه السلام)(٢٥) وهذه الرواية تصرح بوضوح رجعة سلمان المحمدي كما وتصرح ان الذين يرجعون هم من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا ورجوع ابليس وجنوده كما وتذكر ان الغرض من الرجعة هو القصاص واقامة العدل.
المبحث الثالث: مرويات سلمان المحمدي (رضي الله عنه) في الإمام المهدي (عليه السلام):
وردت احاديث كثيرة في الإمام المهدي (عليه السلام) عن طريق الصحابي الجليل سلمان المحمدي (عليه السلام) بعضها صريح في الامام القائم (عليه السلام) وبعضها عام في الائمة (عليهم السلام) بما فيهم الامام الثاني عشر ونحن ننقل ما عثرنا عليه من هذه المرويات في المصادر الروائية.
١- عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رحمه الله قال: دخلت على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وإذا بالحسين (عليه السلام) على فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول: «أنت سيد ابن سيد إمام ابن إمام أبو الائمة ابن حجة ابو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم»(٢٦).
وهذا نص واضح في امامة امير المؤمنين (عليه السلام) وبقية الائمة بما فيهم الإمام المهدي (عليه السلام) الذي هو الخاتم ويصرح النص انه من ذرية الحسين (عليه السلام) وليس من ذرية الحسن (عليه السلام) كما هو معتقد الجمهور فإنهم اعتمدوا على حديث اخرجه ابو داود السجستاني في سننه بسند عن ابي اسحاق قال: قال علي رضي الله عنه – ونظر ابنه الحسن- فقال: «ان ابني هذا سيد كما سماه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسيخرج من صلبه رجل يسمى بإسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق»(٢٧) فانه لا يمكن الاستناد اليه لمعارضته بأحاديث كثيرة من طرق اهل السنة تصرح بأن المهدي (عليه السلام) من ولد الحسين (عليه السلام)(٢٨).
٢- رواية سلمان (عليه السلام) عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في رجوعه مع المهدي (عليه السلام) وقد تقدمت حيث ذكرناها في المبحث الثاني وهي الرواية الثانية وتشتمل على مطالب مهمة ومفيدة في بحث الرجعة اشرنا اليها اجمالاً.
٣- عن سلمان المحمدي (عليه السلام) قال: خطبنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدينة فذكر الفتنة وقربها ثم ذكر قيام القائم من ولده وأنه يملأها عدلاً كما ملئت جورا قال سلمان فأتيته خالياً فقلت يا أمير المؤمنين متى يظهر القائم من ولدك؟ فتنفس الصعداء وقال: «لا يظهر حتى يكون امور الصبيان وتضيع حقوق الرحمن ويتغنى بالقرآن بالتطريب والالحان فإذا قتلت ملوك بني العباس اولي العمى والالتباس اصحاب الرمي عن الاقواس بوجوه كالتراس(٢٩) وخربت البصرة وظهرت العشرة. قال سلمان: قلت: وما العشرة يا امير المؤمنين؟ قال: منها خروج الزنج وظهور الفتنة ووقائع بالعراق وفتن الآفاق والزلازل العظيمة مقعدة مقيمة ويظهر الحندر(٣٠) والديلم بالعقيق والصيلم(٣١) وولاية القصاح(٣٢) بعقب الفم الجناح وظهور آيات مقربات في النواحي والجنبات وعمران والفسطاط بعين العرب والاقباط ويخرج الحائك الطويل بأرض مصر النيل. قال سلمان: قلت: وما الحائك الطويل؟ قال: رجل صعلوك ليس من أبناء الملوك تظهر له معادن الذهب ويساعده العجم والعرب ويأتي له من كل شيء حتى يلي الحسن ويكون في زمانه العظائم والعجائب وإذا سار بالعرب إلى الشام وداس بالبرذون(٣٣) أرحام وداس جبل الأردن واللكام(٣٤) وطار الناس من غشيته وطار السيل من جيشه ووصل جبل القاعوس(٣٥) في جيشه فيجر به بعض الأمور فيسرع الأسلاف ولا يهنيه طعام ولا شراب حتى يعاود بأيلون(٣٦) مصر وكثرة الآراء والظنون ولا تعجز العجوز وشيد القصور وعمر الجبل الملعون وبرقت برقة فردت واتصل الأشرار بين عين الشمس وحلوان وسمع الأشرار الأذان فصعقت صاعقة ببرقة وأخرى ببلخ وقاتل الأعراب البوادي وجرت السفياني خيله وجند الجنود وبند البنود هناك يأتيه أمر الله بغته لغلبة الأوباش وتعيش المعاش وتنتقص الأطراف ويكثر الاختلاف وتخالفه طليعة بعين طرطوس وبقاصية أفريقية هناك تقبل الرايات مغربية أو مشرقية فأعلنوا الفتنة في البرية يا لها من وقعات طاحنات من النبل والأكمات وقعات ذات رسون ومنابت اللون بعمران بني حام بالقمار الأدغام وتأويل العين بالفسطاط من التربت من غير العرب والأقباط بأدبجة الديباج ونطحة النطاح بأحراث المقابر ودروس المعابر وتأديب المسكوب على السن المنصوب باقصاح رأس العلم والعمل في الحرب بغلبة بني الأصفر على الانعاد وقع المقدار فما يغني الحذر هناك تضطرب الشام وتنصب الأعلام وتنتقص التمام وسد غصن الشجرة الملعونة الطاغية فهنالك ذل شامل وعقل ذاهل وختل قابل ونبل ناصل حتى تغلب الظلمة على النور وتبقى الأمور من أكثر الشرور هنالك يقوم المهدي من ولد الحسين (عليه السلام) لا ابن مثله لا ابن فيزيل الردى ويميت الفتن وتتدارس الركبتين هناك يقضى لأهل الدين بالدين قال سلمان (رضي الله عنه): ثم انضجع ووضع يده تحت رأسه وهو يقول: شعار الرهبانية القناعة(٣٧).
والرواية اشتملت على علامات غيبة مستقبلية كثيرة اخبر بها الامام امير المؤمنين (عليه السلام) سلمان المحمدي وبعض هذه العلامات غير مرتبط بخروج الإمام المهدي (عليه السلام) مثل ثورة الزنج وبعضها مرتبط بظهوره ويكون علامة كخراب البصرة واضطراب الشام وغيرها ومن الملاحظ صعوبة الالفاظ الموجودة في الرواية وقد يبدوا عليها بعض الاضطراب ولعله من الناسخ.
٤- عن سلمان المحمدي (عليه السلام) عن امير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى ﴿قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: ٤٣) فقال: «انا هو الذي عنده علم الكتاب وقد صدقه الله واعطاه الوسيلة في الوصية ولا تخلى امة من وسيلة اليه الى الله فقال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ(٣٨).
وواضح ان قول الامام امير المؤمنين (عليه السلام) «ولا تخلى أمة من وسيلة» اشارة الى وجود الإمام المهدي (عليه السلام) في زماننا وهذه الفقرة نفسها تشير الى ولادته (عليه السلام).
٥- عن سلمان المحمدي (عليه السلام) قال سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (الحجر: ٧٥) فكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعرف الخلق بسيماهم وانا بعده المتوسم والائمة من ذريتي المتوسمون الى يوم القيامة(٣٩).
والمتوسمون هم الذين يتفرسون حقائق الاشياء واسبابها واثارها ويتفكرون في مباديها وعواقبها حتى يعرفها بسيمائها كما ينبغي(٤٠) والمراد هنا الائمة (عليهم السلام) ومنهم الإمام المهدي (عليه السلام) ووصفتهم الرواية بأنهم باقون الى يوم القيامة دلالة على الوجود الشريف للإمام القائم (عليه السلام).
٦- عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: خطبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال: معاشر الناس إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب أوصيكم في عترتي خيرا وإياكم البدع فإن كل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار. معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. قال: فلما نزل عن المنبر (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت إليه وقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمعتك تقول "إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر وإذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة " فما الشمس وما القمر وما الفرقدان وما النجوم الزاهرة؟ فقال: «أنا الشمس وعلي القمر والحسن والحسين الفرقدان فإذا افتقدتموني فتمسكوا بعلي بعدي وإذا افتقدتموه فتمسكوا بالحسن والحسين» وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين تاسعهم مهديهم. ثم قال (عليه السلام): إنهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي أئمة أبرار عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى. قلت: فسمهم لي يا رسول الله؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب وبعده سبطاي وبعدهما علي زين العابدين وبعده محمد بن علي الباقر علم النبيين والصادق جعفر بن محمد وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي ثم ابنه محمد والصادقان علي والحسن والحجة القائم المنتظر في غيبته فإنهم عترتي من دمي ولحمي علمهم علمي وحكمهم حكمي من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي(٤١).
والحديث يصرح بأن الإمام المهدي (عليه السلام) هو تاسع الائمة وان له غيبة وانه ينتظره المنتظرون وان المؤذي له لا يستحق شفاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
٧- عن سلمان قال: قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): الائمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول ومنا مهدي هذه الأئمة له غيبة موسى وبهاء عيسى وحلم داود وصبر ايوب(٤٢).
والحديث يركز على الاعتقاد بالإمام المهدي (عليه السلام) حيث ذكر باسمه من دون ذكر بقية الائمة ويصرح بغيبة ويذكر شباهته للانبياء.
٨- عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): الأئمة بعدي اثنا عشر. ثم قال: كلهم من قريش ثم يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين ألا إنهم أعلم منكم فلا تعلموهم ألا إنهم عترتي من لحمي ودمي ما بال أقوام يؤذوني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي(٤٣).
والحديث يشير الى ان الفرج والراحة للمؤمنين تكون بخروج الإمام المهدي (عليه السلام) فتشفى الصدور به كما ويشير إلى علم الإمام المعصوم وانه اعلم الناس.
٩- عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال: دخلت على رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسلم وعنده الحسن والحسين يتغديان والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يضع اللقمة تارة في فم الحسن وتارة في فم الحسين فلما فرغ من الطعام أخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الحسن على عاتقه والحسين على فخذه ثم قال: يا سلمان أتحبهم؟ قلت: يا رسول الله كيف لا أحبهم ومكانهم منك مكانهم. قال: يا سلمان من أحبهم فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله. ثم وضع يده على كتف الحسين (عليه السلام) فقال: إنه الإمام ابن الإمام تسعة من صلبه أئمة أبرار أمناء معصومون والتاسع قائمهم(٤٤).
والحديث يوضح علاقة سلمان (عليه السلام) بالحسن والحسين (عليهما السلام) كما ويصرح بأن الامام القائم هو من ذرية الامام الحسين (عليه السلام) ويصفه بأنه من الابرار والامناء.
١٠- عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): الأئمة من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وكانوا اثني عشر. ثم وضع يده على صلب الحسين (عليه السلام) وقال: تسعة من صلبه والتاسع مهديهم يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فالويل لمبغضيهم(٤٥).
والحديث يصرح بإقامة العدل في دولة الإمام المهدي (عليه السلام) وانتهاء الجور والظلم ويتوعد المصير المشؤوم لمبغضي آل محمد.
١١- قال سليم: سلمان الفارسي يقول: كنت جالساً بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مرضه الذي قبض فيه. فدخلت فاطمة (عليها السلام) فلما رأت ما برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الضعفة خنقتها العبرة حتى جرت دموعها على خديها. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يا بنية ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله أخشى على نفسي وولدي الضيعة من بعدك. آل محمد عليهم السلام خيرة الله في أرضه فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - واغرورقت عيناه بالدموع -: يا فاطمة أَوَمَا علمت إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإنه حتم الفناء على جميع خلقه وإن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني منهم فجعلني نبيا. ثم اطلع إلى الأرض ثانية فاختار بعلك وأمرني أن أزوجك إياه وأن أتخذه أخا ووزيرا ووصيا وأن أجعله خليفتي في أمتي. فأبوك خير أنبياء الله ورسله وبعلك خير الأوصياء والوزراء وأنت أول من يلحقني من أهلي. ثم اطلع إلى الأرض إطلاعة ثالثة فاختارك وأحد عشر رجلا من ولدك وولد أخي بعلك منك. فأنت سيدة نساء أهل الجنة وابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأنا وأخي والأحد عشر إماما أوصيائي إلى يوم القيامة كلهم هادون مهديون. أول الأوصياء بعد أخي الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين في منزل واحد في الجنة. وليس منزل أقرب إلى الله من منزلي ثم منزل إبراهيم وآل إبراهيم. أما تعلمين - يا بنية - أن من كرامة الله إياك أن زوجك خير أمتي وخير أهل بيتي، أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما وأكرمهم نفسا وأصدقهم لسانا وأشجعهم قلبا وأجودهم كفا وأزهدهم في الدنيا وأشدهم اجتهادا. فاستبشرت فاطمة (عليها السلام) بما قال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وفرحت. ثم قال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إن لعلي بن أبي طالب ثمانية أضراس ثواقب نوافذ ومناقب ليست لأحد من الناس: إيمانه بالله وبرسوله قبل كل أحد ولم يسبقه إلى ذلك أحد من أمتي وعلمه بكتاب الله وسنتي وليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي غير بعلك لأن الله علمني علما لا يعلمه غيري وغيره ولم يعلم ملائكته ورسله وإنما علمه إياي وأمرني الله أن أعلمه عليا ففعلت ذلك. فليس أحد من أمتي يعلم جميع علمي وفهمي وفقهي كله غيره. وإنك - يا بنية - زوجته وإن ابنيه سبطاي الحسن والحسين وهما سبطا أمتي. وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وإن الله جل ثناؤه علمه الحكمة وفصل الخطاب. يا بنية إنا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحدا من الأولين ولا أحدا من الآخرين غيرنا: أنا سيد الأنبياء والمرسلين وخيرهم ووصيي خير الوصيين، ووزيري بعدي خير الوزراء وشهيدنا خير الشهداء أعني حمزة عمي. قالت: يا رسول الله سيد الشهداء الذين قتلوا معك؟ قال: لا بل سيد الشهداء من الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء. وجعفر بن أبي طالب ذو الهجرتين وذو الجناحين المضرجين يطير بهما مع الملائكة في الجنة. وابناك الحسن والحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة. ومنا - والذي نفسي بيده - مهدي هذه الأمة الذي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا...(٤٦).
والرواية تشتمل على مطالب كثيرة في الامامة وفي فضل امير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وتصرح بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) آخر الزمان.
١٢- عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ألا أبشركم - أيها الناس - بالمهدي؟ قالوا: بلى. قال: فاعلموا أن الله تعالى يبعث في أمتي سلطانا عادلا وإماما قاسطا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. وهو التاسع من ولد ولدي الحسين اسمه اسمي وكنيته كنيتي. ألا ولا خير في الحياة بعده ولا يكون انتهاء دولته إلا قبل القيامة بأربعين يوما(٤٧).
والرواية فيها بشارة مهمة من الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بولده القائم (عليه السلام) واسمه وان اسمه نفس اسم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكنيته نفسها ابو القاسم وان دولته تستمر الى نهاية الدنيا إلاّ قبل القيامة بأربعين يوماً.
١٣- سلمان الفارسي (عليه السلام) قال: دخلت على رسول الله فلما نظر إلي فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يا سلمان ان الله عزّ وجل لن يبعث نبيا ولا رسولا إلا وله اثنا عشر نقيبا قال قلت يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عرفت هذا من الكتابين قال يا سلمان هل عرفت نقبائي الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي فقلت الله ورسوله اعلم فقال: يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته فخلق من نوري عليا ودعاه فأطاعه فخلق من نوري ونور علي فاطمة ودعاها فأطاعته فخلق مني ومن وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما فأطاعاه فسمانا تعالى بخمسة أسماء من أسمائه فالله تعالى المحمود وانا محمد والله العلي وهذا علي والله الفاطر وهذه فاطمة والله ذو الاحسان وهذا الحسن والمحسن وهذا الحسين وخلق من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه من قبل ان يخلق الله تعالى سماء مبنية وارضا مدحية أو هواء أو ملكا أو بشرا وكنا أنوارا نسبحه ونسمع له ونطيع قال فقلت يا رسول الله بأبي وأمي ما لمن عرف هؤلاء حق معرفتهم فقال يا سلمان من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم فوالاهم وتبرء عدوهم كان والله منا يرد حيث نرد ويكن حيث نكن فقلت يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهل ايمان بغير معرفتهم بأسمائهم وأنسابهم فقال لا يا سلمان قلت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فانى لي بهم فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد عرفت الحسين (عليه السلام) قلت نعم قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم سيد العابدين علي بن الحسين ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ثم موسى جعفر الكاظم غيضه صبرا في الله تعالى ثم بن موسى علي الرضا الراضي بسر الله تعالى ثم بن علي المختار من خلق الله ثم علي بن الهادي إلى الله ثم الحسن بن علي الصامت الأمين سر الله ثم م ح م د سماه بابن الحسن الناطق القائم بحق تعالى قال سلمان فبكيت ثم قلت يا رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انى مؤجل إلى عهدهم قال يا سلمان اقرا: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ (الإسراء: ٥-٦) قال (عليه السلام) فاشتد بكائي وشوقي قلت يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أبعهد منك فقال أي والذي بعثني وأرسلني لبعهد مني وبعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة أئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) وبك ومن هو منا ومظلوم فينا وكل من محض الايمان محضا أي والله يا سلمان ليحضرن إبليس وجنوده وكل من محض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص والأوتاد والتراث ولا يظلم ربك أحدا ونحن تأويل هذه الآية: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: ٥-٦). قال سلمان فقمت من بين يدي الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما يبالي سلمان كيف لقي الموت أو لقاه(٤٨).
والرواية تحتوي على فوائد كثيرة منها ذكر القائم (عليه السلام) واسماء الائمة واختبارهم في عالم غير عالمنا واظهارهم الولاء والطاعة لله تعالى ولعلها تظهر السر في اعطائهم العصمة وعدم اعطائها لبقية الناس.
١٤- عن سلمان الفارسي قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام) فذكر المهدي القائم (عليه السلام) «والله ليغيبن حتى يقول الجهال: ما بقي لله في آل محمد من حاجة، ثم يطلع طلوع البدر في وقت تمامه والشمس في وقت اشراقها فتقر عيون وتعمى عيون»(٤٩).
وفي هذا الحديث تأكيد من امير المؤمنين على غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) واشعار بأن هناك من ينكرها انكاراً شديداً وخصوصاً الجهلة الذين يقولون بأن لا حاجة في ال محمد (عليهم السلام).
١٥- عن سلمان الفارسي؛ عليه مما آثره عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه ذكر المهدي (عليه السلام) وقال : إنه لقاتل الظالمين ويقتل الزنادقة، ولا يقبل منهم توبة، ولا يأخذ منهم جزية، ولا يدع في الأرض أحدا على غير دين الاسلام إلا قتله، ويهلك الترك والخزر والديلم والحبش، ويؤتي بملوك الروم مصفدين في الحديد، ولا يدع يهوديا ولا نصرانيا، ولا يوجب لهم ذمة، ويرد الناس جميعا على ملة إبراهيم ومحمد (عليهما السلام)(٥٠).
وواضح ان ما جاء في الرواية هو مصداق لقوله تعالى ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: ٣٣).
١٦- عن سلمان الفارسي (رحمة الله عليه)، ومن ذلك مما آثره عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال : لا بد من قائم من ولد فاطمة يقوم من المغرب يقتل الزنادقة، ويملك الترك، والخزر، والديلم، والحبش، ويؤتى بملوك الروم مصفدين في الحديد، ولا تقوم راية إلا راية الايمان(٥١).
والحديث فيه حتمية ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) واما فقرة (يقوم من المغرب) فهي مخالفة لما دل ان ظهوره (عليه السلام) من المشرق وربما تكون انعكاساً لما يعتقده صاحب الكتاب القاضي النعماني المغربي من الاحداث التي قام بها المهدي الفاطمي.
١٧- عن سلمان الفارسي انه قال: (لابد من قائم من ولد فاطمة يقوم من المغرب فيكسر شوكة المبتدعين ويقتل الظالمين)(٥٢).
ويدل على حتمية ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ونفس المناقشة في الرواية السابقة تأتي ولعلها نفس الرواية السابقة.
١٨- عن سلمان الفارسي (عليه السلام) أنه قال: (لا ينفك المؤمنون حتى يكونوا كمواة المعز، لا يدري الخابس على أيها يضع يده ليس فيهم شرف يشرفونه، ولا سناد يسندون إليه أمرهم)(٥٣).
اوردها النعماني في كتابه الغيبة وجعلها تحت عنوان غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) ولعل دلالتها في الغيبة غير واضحة وانما هي في الفتن.
١٩- عن سلمان الفارسي فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة ثم قال: واما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم(٥٤).
وفيه تصرح بأن المهدي من ذرية الحسين (عليهما السلام) وانه تاسع الائمة (عليهم السلام).
الخاتمة والنتيجة:
يمكن تلخيص نتيجة البحث ضمن النقاط التالية:
١- تم اثبات طول عمر الصحابي الجليل سلمان المحمدي (رضي الله عنه) حيث انه يصل في بعض الاقوال إلى اكثر من خمسمائة سنة وهو طريق إلى اثبات امكان طول عمر الإمام المهدي (عليه السلام).
٢- وجود رجعة لسلمان المحمدي (رضي الله عنه) مع الإمام المهدي (عليه السلام) ويحتمل ان تكون منزلته اعلى من الثلاثمائة والثلاث عشر الذين يقاتلون مع الامام القائم (عليه السلام).
٣- اثبتنا عددا غير قليل من مرويات سلمان المحمدي (رضي الله عنه) في قضية الإمام المهدي (عليه السلام) تحتوي على فوائد مهمة في الامامة بصورة عامة وفي الإمام المهدي بصورة خاصة في اسمه الشريف وكنيته وكذا في علامات ظهوره.
٤- يمكن القول أن هذا البحث يعطي نأخذه جديدة ومفتاحاً للباحثين والمحققين للتحقيق حول علاقة بعض الشخصيات الإسلامية – سواء كانت الشخصية من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أو كانت شخصية علمائية – بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) ومدى ارتباط هكذا شخصيات بالأمام (عليه السلام) موقفا وفكراً دراية وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصادر

- القرآن الكريم.
١- احمد بن عبيد الله الجوهري/ مقتضب الأثر/ مكتبة الطباطبائي/ قم.
٢- احمد فتح الله/ معجم الفاظ الفقه الجعفري/ مطابع المدوخل/ الدمام/ ط١/ ١٤١٥هـ.
٣- سليمان بن الاشعث السجستاني/ سنن ابي داود/ تحقيقق سعيد محمد اللحاق/ دار الفكر/ ط١/ ١٤١٠هـ.
٤- سليم بن قيس الهلالي الكوفي/ كتاب سليم بن قيس/ تحقيق محمد باقر الانصاري الزنجانبي/ دليل ما/ نكارش/ ط١/ ١٤٢٢هـ.
٥- الامام جعفر بن محمد الصادق/ مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة (منسوب اليه)/ الاعلمي/ ط١/ ١٤٠٠هـ.
٦- الحسين بن حمدان الخصيبي/ الهداية الكبرى/ مؤسسة البلاغ/ بيروت/ ط٤/ ١٤١١هـ.
٧- مركز الرسالة/ المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي/ مهر/ قم/ ط١/ ١٤١٧هـ.
٨- علي بن محمد الخزاز القمي/ كفاية الاثر/ تحقيق عبد اللطيف الحسيني/ بيدار/ الخيام/ قم/ ١٤١٠هـ.
٩- عبد الواحد المظفر/ سلمان المحمدوي/ مكتبة الكلمة الطيبة/ بغداد/ ط١/ ١٤٣٣هـ.
١٠- علي بن الحسين بن علي المسعودي/ اخبار الزمان/ تصحيح لجنة من الاساتذة/ دار الاندلس/ بيروت/ ط٢/ ١٣٨٥هـ.
١١- علي البروجردي/ طرائف المقال/ تحقيق مهدي الرجائي/ مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة/ بمعن/ قم/ ط١/ ١٤١٠هـ.
١٢- علي بن يونس العاملي النباطي البياضي/ الصراط المستقيم/ تصحيح محمد الباقر البهبودي/ المكتبة الرضوية/ الحيدري/ ط١/ ١٣٨٤هـ.
١٣- علي الكوراني العاملي/ معجم احاديث الإمام المهدي (عليه السلام)/ ط١/ ١٤٢٦هـ.
١٤- اللجنة العلمية في مؤسسة الامام الصادق (عليه السلام)/ موسوعة طبقات الفقهاء/ اشراف جعفر السبحاني/ اعتماد/ قم/ ط١/ ١٤١٨هـ.
١٥- القاضي النعمان المغربي/ شرح الاخبار/ تحقيق محمد الحسيني الجلالي/ مؤسسة النشر الاسلامي/ قم المشرفة/ ط٢/ ١٤١٤هـ.
١٦- محسن الأمين/ اعيان الشيعة/ تحقيق حسن الامين/ دار التعارف/ بيروت.
١٧- محمد بن جرير الطبري/ دلائل الامامة/ تحقيق مؤسسة البعثة/ ط١/ ١٤١٣هـ.
١٨- محمد بن الحسن الطوسي/ الامالي/ مؤسسة البعثة/ دار الثقافة/ ط١/ ١٤١٤هـ.
١٩- محمد بن الحسن الطوسي/ الغيبة/ مؤسسة المعارف الاسلامية/ تحقيق الشيخ عباد الله الطبراني/ بهمن/ ط١/ ١٤١١هـ.
٢٠- محمد بن النعمان العكبري البغدادي (الشيخ المفيد)/ الفصول العشرة/ تحقيق الشيخ فارس الحسون/ دار المفيد/ بيروت/ ط٢/ ١٤١٤هـ.
٢١- محمد بن النعمان المفيد/ بيروت/ ط٢/ الارشاد/ مؤسسة ال البيت/ دار المفيد/ بيروت/ ط٢/ ١٤١٤.
٢٢- محمد بن يعقوب الكليني/ الكافي/ تصحيح علي اكبر الغفاري/ دار الكتب الاسلامية/ حيدري/ طهران/ ط٣/ ١٣٦٧.
٢٣- محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ( الشيخ الصدوق ) كمال الدين وتمام النعمة / تصحيح علي أكبر الغفاري / مؤسسة النشر الإسلامي / قم المشرفة /١٤٠٥ هـ
٢٤- محمد ابن ابراهيم بن جعفر الكاتب (النعماني)/ الغيبة) تحقيق فارس حسون/ انوار الهدى/ مهر/ قم/ ط١/ ١٤٢٢هـ.
٢٥- محمد بن علي بن شهر أشوب/ مناقب آل ابي طالب/ تصحيح لجنة من اساتذة النجف الاشرف/ المكتبة الحيدرية/ ١٣٧٦هـ.
٢٦- الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية/ الاسئلة العقائدية/ www.Agaed.com / الرجعة/ مفهوم الرجعة.
٢٧- محمد بن علي بن بابويه القمي (الصدوق)/ الخصال/ تصحيح علي اكبر الغفاري/ مؤسسة النشر الاسلامي/ قم/ ١٤٠٣هـ.
٢٨- محمد بن الحسن بن فروخ الصفار/ بصائر الدرجات/ تصحيح الحاج ميرزا حسن كوجه باغي/ الاعلمي/ الاحمدي/ طهران/ ١٤٠٤هـ.
٢٩- محمد صالح المازندراني/ شرح اصول الكافي/ تعليق الميرزا ابو الحسن الشعراني/ دار احياء التراث العربي/ بيروت/ ط١/ ١٤٢١هـ.

الهوامش:

ــــــــــــــــــــــ

(١) دلائل الإمامة٤٤٧.
(٢) راجع الارشاد ٢/٣٣٩، الكافي ١/٥١٤، الغيبة للطوسي ٢٣٨، كمال الدين ٤٣٠.
(٣) راجع الارشاد ٢/٣٣٩، الكافي ١/٥١٤، الغيبة للطوسي ٢٣٨، كمال الدين ٤٣٠.
(٤) كمال الدين وتمام النعمة ٤٨٤.
(٥) المصدر نفسه/٤٨٥، الغيبة الشيخ الطوسي٢٩٣.
(٦) الأمالي للشيخ الطوسي ١٣٣.
(٧) سلمان المحمدي للمظفر ١٣.
(٨) موسوعة طبقات الفقهاء ١/ ١١٧.
(٩) الغيبة للطوسي ١١٣.
(١٠) كمال الدين وتمام النعمة ص ٥٢٣.
(١١) أي غار.
(١٢) كمال الدين ٥٢٣.
(١٣) اخبار الزمان ٧٧.
(١٤) كمال الدين ٥٢٤.
(١٥) كمال الدين ٣٥٧.
(١٦) طرائف المقال ٢/٦٠٤، اعيان الشيعة ٧/٢٨٠.
(١٧) المصدر السابق.
(١٨) الصراط المستقيم ٢/٢٤٥.
(١٩) الفصول العشرة ١٠٢.
(٢٠) الغيبة للطوسي ١١٣.
(٢١) كمال الدين ١٦٢.
(٢٢) معجم احاديث الإمام المهدي (عليه السلام) ٥/١٢٢ عن تفسير العياشي ودلائل الامامة والارشاد وغيرها من المصادر.
(٢٣) معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) ٥/١٢٢ عن تفسير العياشي ودلائل الامامة والارشاد وغيرها من المصادر.
(٢٤) دلائل الامامة ٤٤٧-٤٥٠.
(٢٥) راجع الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية/ الاسئلة والاجوبة/ الرجعة/ مفهوم الرجعة.
(٢٦) الخصال ٤٧٥.
(٢٧) سنن ابي داود ٢/٣١١.
(٢٨) المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي ٦٤.
(٢٩) جمع ترس وهي قطعة يحملها المحارب بيده ليتقي بها الضربات (معجم الفاظ الفقه الجعفري ١٠٧).
(٣٠) الحندر: طائفة من الهنود يعبدون القمر(نهاية الارب في فنون الادب ١/٥٧).
(٣١) الصيلم: الداهية ويظهر من النص انه اسم لقوم ولم نجده في المصادر.
(٣٢) القصاح: لم نجده في اللغة.
(٣٣) البرذون: هو التركي من الخيل.
(٣٤) اللكام: جبل مشرف على انطاكيا والمصيصة وطرطوس.
(٣٥) القاعوس: لعله تصحيف (القاعون) جبل شاهق في الاندلس.
(٣٦) بأيلون: لعله تصحيف (بابليون) اسم عام لديار مصر بلغة القدماء.
(٣٧) دلائل الامامة ٤٧٢-٤٧٥.
(٣٨) بصائر الدرجات ٢٦٣.
(٣٩) بصائر الدرجات ٣٧٧.
(٤٠) شرح اصول الكافي ٥/٢٨٨.
(٤١) كفاية الاثير ٤٠-٤٢.
(٤٢) كفاية الاثير ٤٣.
(٤٣) كفاية الاثير ٤٤.
(٤٤) كفاية الاثير ٤٥.
(٤٥) كفاية الاثير ٤٧.
(٤٦) كتاب سليم بن قيس ١٣٢-١٣٤.
(٤٧) كتاب سليم بن قيس ٤٧٨.
(٤٨) مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة/ المنسوب للإمام الصادق (عليه السلام) ٦٣-٦٦، مقتضب الاثر/ الجوهري ٦-٨، والنجم الثاقب ١/٤٦٥-٤٦٦، الزام الناصب ٢٩١-٢٩٢.
(٤٩) الهداية الكبرى ٣٦١.
(٥٠) شرح الاخبار ٣/٣٧٥.
(٥١) شرح الاخبار ٣/٣٧٦.
(٥٢) شرح الاخبار ٣/٣٩٥.
(٥٣) الغيبة ١٩٧.
(٥٤) مناقب آل ابي طالب ١/٢٤٢.

التحميلات التحميلات:
التقييم التقييم:
  ٣ / ٢.٣
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016