الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٢٦٣) الحاجة والجهل، سببان للاستغلال
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٢٦٣) الحاجة والجهل، سببان للاستغلال

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٤ المشاهدات المشاهدات: ٢٩٧٥ التعليقات التعليقات: ٠

الحاجة والجهل، سببان للاستغلال

الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي

في هذه الحياة، يتحرك الإنسان لإشباع حاجاته المختلفة، ولكثرة هذه الحاجات وتنوعها احتاج إلى مساعدة غيره له، لتحصل في النتيجة علاقات منافع متبادلة بين أفراد البشر.
وهذه العملية سيتولد منها كثير من السلوكيات البشرية، لعل من أخطرها أسلوب استغلال الطرف الآخر، فلو أن امرأة فقدت ولدها، فلجأت إلى السلطات فلم يعثر عليه، فإن حاجتها لإيجاد ولدها لربما تدفعها إلى الذهاب إلى (عرّاف) أو (قارئ فنجان)! ليبدأ هو باستغلالها وجعلها مصدراً لمصروفه الشهري!
إن هذه المرأة بسبب حاجتها تلك، وبسبب جهلها بحقيقة ذلك العرّاف، بعدما فقدت ولدها خُدعت، وخسرت مالها ووقتها وجهدها
فالحاجة والجهل سببان رئيسان للاستغلال.
ولذلك تجد أن مدّعي المهدوية طالما استغلوا هذين السببين لترويج دعاواهم وجذب المناصرين لهم، فبسبب الأجواء الروحية الخاوية لدى البعض من المغفلين، تنشأ عندهم حاجة إلى ما يسد فراغهم ويروي جفافهم الروحي. وبسبب جهلهم بالطرق الصحيحة إلى ري ذلك الجفاف، فإنهم سيلقون آمالهم على كل مدَّعٍ لذاك، ومن نفس المنطلق يحاول المدعون إقناع أتباعهم بعدم شرعية العلماء، وضرورة الابتعاد عنهم وعدم الانخداع بكلامهم! ولتكميل الصورة، يرفعون شعارات جذابة وبراقة ملؤها الأمل في تخليص المستضعفين من استغلال المتكبرين، وهم بذلك قد استغلوا أولئك السذج بمثل تلك الكلمات وهذه الشعارات!
ولذلك، نجد أن كثيراً من أتباع المدعين للمهدوية، ما إن عرفوا حقيقة أولئك المدعين حتى أسرعوا للابتعاد عنهم والتوبة مما صدر منهم وآبوا إلى رشدهم، ورجعوا إلى الطريق الصواب.
إنها دعوة لوقاية أنفسنا من استغلال الغير، وإلى عدم جعل جفافنا الروحي سبباً لضعفنا وبالتالي استغلالنا، إنها دعوة لجعل العلم والعلماء سلاحنا في السير والسلوك والوصول إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وحتى تتم هذه الدعوة علينا أن نتذكر أنه:
أولاً: لابد من التسليم بأن هناك من يصطاد بالماء العكر، ويمارس الخداع والاستغلال ليصل إلى مآربه.
ثانياً: على المرء أن يتعامل بحذر مع أي طرف آخر، خصوصاً في زمن قلّ فيه الناصح الأمين، وأمر كثيرٌ بالمنكر ناهياً عن المعروف.
ثالثاً: ليس من المعقول ترك المتيقن واتباع المشكوك به، وإن الطرق السلوكية الأخلاقية قد تم رسمها بهدي من القرآن الكريم وأحاديث المعصومين (عليهم السلام) والعلماء الأعلام. فليس من المعقول اتباع غير هؤلاء في ذلك!

التقييم التقييم:
  ١ / ٤.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016