الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٩٧) دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هدف السماء
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٩٧) دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هدف السماء

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٢ المشاهدات المشاهدات: ٣٣٨٧ التعليقات التعليقات: ٠

دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هدف السماء

الشيخ حسين الأسدي

يحتاج قيام النجاح على المدى البعيد إلى توفر ظروف موضوعية مناسبة، من أهمها الإعداد الطويل والتخطيط المنسق من أجل توفير أُسس متينة لذلك النجاح، ولذا كان واحداً من أهم أسباب تأخر قيام دولة الصالحين وحكمهم هو هذا الإعداد الطويل الذي ابتدأه أولوا العزم، وهذا ما نراه من ملاحظة حركتهم التاريخية والرسالية، والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
١ - كان دور شيخ الأنبياء نوح والنبي إبراهيم (عليهما السلام) هو تثبيت القواعد الأساسية لأصل توحيد الله تعالى. قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.
٢ - وكان دور أول وآخر نبيين من بني إسرائيل موسى وعيسى (عليهما السلام) هو الدعوة إلى النبوة عموماً ونبوة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خصوصاً، ولذا كان الناس بعد النبي موسى (عليه السلام) ينتظرون أن يبعث لهم مخلصهم الموعود على لسانه، فجاء النبي عيسى (عليه السلام)، وأنَّ اليهود وإن لم يؤمن أحبارهم به (عليه السلام)، لكن عدم إيمانهم لم يكن ناشئاً من عدم الاعتقاد بأصل الرسالة، وإنما كان ناشئاً من إنكار أن هذا الشخص هو عيسى الموعود، فكان إنكارهم من باب ﴿وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُفْسِدِينَ﴾، بل ويظهر من بعض الأخبار أن اليهود كانوا ينتظرون النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورحلوا إلى مهاجره، ولكنهم أنكروه بعد ظهوره رغم علمهم بحقيقة دعوته. وكان من أهم مهام النبي عيسى (عليه السلام) هو التبشير بالنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾.
وكما أنكر بعض اليهود نبوة النبي عيسى (عليه السلام)، كذلك أنكر بعض النصارى نبوة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وللسبب السابق ذاته.
وأمّا مسألة عبادة الله تعالى والتوحيد فقد كانت محسومة سلفاً بفضل النبيين نوح وإبراهيم (عليهما السلام)، وإن حدثت بعض الخروقات في العبادة والتوحيد، لكن أصل المسألة كانت مسلمة، ولذا توجهت جهود النبيين موسى وعيسى (عليهما السلام) إلى إثبات النبوة اللاحقة الخاتمة.
٣ - وأمّا دور النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكان نفي النبي اللاحق مع تثبيت أصل الإمامة والخلافة المنصوصة من الله تعالى، وهو ما جمعه بقوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) في الحديث المتواتر: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبي بعدي». وقد أخذ النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على عاتقه بيان هذه المسألة بشتى الوسائل والطرق - وليس هذا محل ذكرها - وإنّنا نشير هنا إلى أن من أهم ما قام به (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو العمل على ذكر كل تفاصيل الإمامة، والتي منها التصريح بقضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبيانها من شتى جوانبها متى ما سنحت الفرصة، وهو (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بذلك يشير إلى أن من أهم أهداف الرسالات هي قضية الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، وها هو (صلّى الله عليه وآله وسّلم) في يوم الغدير، حيث يجتمع عنده مائة ألف أو يزيدون من المسلمين ومن شتى البلدان، وحين ينصب علياً (عليه السلام) ويخطب خطبته الطويلة، يعرج على قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، ويبين أن له مقامات كمالية عديدة يقول فيها: «ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي (عليه السلام)، ألا إنه الظاهر على الدين، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه المدرك بكل ثار لأولياء الله (عزَّ وجلَّ)، ألا أنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنه المخبر عن ربه (عزَّ وجلَّ) والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد، ألا إنه المفوض إليه، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا إنه الباقي حجة، ولا حجة بعده، ولا حق إلّا معه، ولا نور إلّا عنده، ألا إنه لا غالب له، ولا منصور عليه، ألا وإنه ولي الله في أرضه، وحكمه في خلقه، وأمينه في سره وعلانيته».

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016