الصفحة الرئيسية » مجلة الانتظار » العدد: ١١/ شوال / ١٤٢٨هـ » دراسات/ عقيدة المهتدين بين التحريف والتحصين
 العدد: ١١/ شوال / ١٤٢٨ه

المقالات دراسات/ عقيدة المهتدين بين التحريف والتحصين

القسم القسم: العدد: ١١/ شوال / ١٤٢٨هـ الشخص الكاتب: أحمد عزيز الخزعلي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٩/٢٥ المشاهدات المشاهدات: ١١٧١٦ التعليقات التعليقات: ٠

 

عقيدة المهتدين بين التحريف والتحصين*

الشيخ: أحمد عزيز علك الخزعلي

نقف _ نحن الشيعة الامامية الاثنى عشرية_ أمام ظاهرة خطيرة تتمثل في انتهاك أهم عقيدة نؤمن بها وهي العقيدة المهدوية، ومن أبرز مصاديق هذا الانتهاك هو تقمص الارذلين الادنين لأهم وأبرز شخصيات هذه القضية محاولين قيادة الناس تجاه غاياتهم المنحرفة، مشوهين بذلك الوجه الجميل والحقيقة الناصعة لقضية الإمام المهدي عليه السلام، فتسبب ذلك في انحراف الكثير من أبناء مجتمعنا وسقوطهم في هاوية الضلال.

فنحن اذاً أمام مسؤولية كبرى ومهمة عظمى لإنقاذ هؤلاء الغرقى من جهة، ومنع الآخرين من السقوط في شراك المنتحلين والمحتالين بتحصينهم بالثقافة المهدوية الصحيحة والحقة من جهة ثانية.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كتم علما نافعاً الجم بلجام من نار).(١)

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا ظهرت الفتن وسكت العالم فعليه لعنة الله).(٢)

فتوجب على كل مخلص ان يشمر عن ساعد الجد لتشخيص هذا المرض الخطير الذي أخذ يستشري في مجتمعاتنا، وتحديد أسباب ظهوره ولماذا ظهر في العقيدة المهدوية خصوصا دون غيرها من العقائد، ولماذا سقط ويسقط الكثير من أبنائنا ضحايا لمثل هذه الادعاءات، ثم تحديد المنهج الاوفق لمعالجة هذه الظاهرة ومنع حدوثها من جديد.

هذا ما التفت إليه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام فأقام الدورات العديدة ومنها هذه الدورة مساهمة منه في نصرة المذهب الحق، فجزى الله العاملين فيه عن المؤمنين خير جزاء المحسنين.

وفيما يلي ملخص لما طرح في هذه الدورة:

تعيين المشكلة:

مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلامان ظاهرة تقمص شخصية الإمام المهدي أو أحد قادته البارزين ليست وليدة الساعة بل تمتد جذورها إلى ما قبل ولادة الإمام الحجة عليه السلام وذلك لعدة عوامل منها وجود الطرف المقابل المتمثل بنموذجين من الناس الأول: من استحوذ عليه الشيطان فجعل أكبر همه اتباع شهواته الذاتية ورغباته النفسية من حب الدنيا وحب الرئاسة والسلطة وغيرها من الغايات الدنيوية وان كان ذلك على حساب تهديم الدين والمعتقدات الحقة وهذا النموذج هو  الذي يتزعم قيادة هذه  الحركات المنحرفة. الثاني: المتمثل بالاتباع وهم لفيف من السذج الجهال، أو المعاندين أصحاب الجدل ومحبي المخالفة، أو الطامعين بحطام الدنيا الذين باعوا آخرتهم بدنياهم، أو الطامحين بشوق مبالغ فيه لمشاهدة الشخص الشريف للإمام عليه السلام أو للخلاص من الظلم الذي نفد صبرهم منه فيتأملون ظهوره ويتشبتون ومن دون بصيرة ولا دليل بأي شخص يعجبون به ويعتقدون انه هو المنقذ.

ان خطورة هذه الظاهرة تكمن في انحراف أبناء المجتمع المسلم عن العقيدة الحقة وهذا يعني الهلاك الحتمي لهم واستحقاقهم لسخط الله وعقوبته (سبحانه وتعالى). فإن الانحراف في المعتقدات المهدوية يعني الانحراف عن أصل الامامة وخروج المؤمن عن طاعة إمام زمانه، بل إذا أخطأ في تشخيص الإمام الحق فاتبع أئمة الظلم والجور فإنه سيكون مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).(٣)

ان المخيف والخطير في هذا الحديث هو معناه الذي بينه لنا الإمام الصادق عليه السلام فيما ورد في صحيحة الحرث بن المغيرة حيث قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، قلت: جاهلية(٤) جهلاء أم جاهلية من لا يعرف إمامه؟ قال: جاهلية كفر ونفاق وضلال. وهنا الإمام يصرح علانية ان من انحرف عن إمام زمانه فهو كافر، منافق ضال، وهذا يعني ان متبع اصحاب الادعاءات الباطلة _أو أدعياء المهدوية_ هو كافر ومنافق، والكافر ليس له إلاّ جهنم خالداً فيها، فيا له من مصير مخيف، لا نرضى به لأي انسان فما بالك بأبناء واخوان أصحابنا.

هذا هو حجم المصيبة النوعي فكيف بنا إذا انتشرت هذه الظاهرة وسادت في مجتمعنا وكيف سيكون حجم مصيبتنا.

أسباب نشوء هذه الظاهرة:

يمكن تلخيص أهم العوامل المؤدية إلى ظهور هذه المشكلة بما يلي:

١_ ضبابية وغموض القضية المهدوية: وهذه الضبابية ولدت أَمرين:

الأول: إستفهامات متنوعة وعديدة عن مفردات ومفاهيم ومصاديق هذه القضية وهذه الإستفهامات قد تكون حسنة بل يمكن القول ان لا علم يحصل إلاّ بالاستفهام، وهذا هو الجانب الايجابي من هذه الاستفهامات، ولكن هذه الاستفهامات قد تأخذ منحى سلبياً يتمثل في عدم وجود حلول مقنعة لها فتبقى عالقة في الاذهان فتستمر حتى تتحول إلى شكوك وطعون في القضية المهدوية.

الثاني: استنكارات لهذه القضية بمختلف جوانبها وهذه الاستنكارات تمثل عاملا قوياً في إنكار حقائق هذه القضية وعدم التصديق بها.

ان ضبابية القضية المهدوية كانت نتيجة أسباب أهمها:

أ_ تعلق القضية المهدوية بالامور الغيبية أكثر من تعلقها بالامور المشهودة المحسوسة فأكثر جوانبها لا يمكن ادراكها بالحواس فهي مرتبطة بإمام غائب لم يشاهد ولا نعرف اين هو ولماذا غاب دون باقي الأئمة؟ وبعلامات تسبق ظهوره لم نعرف زمن حصولها ولم تشخص لحد الآن، وبشخصيات غير محددة ولا معينة ولا ظاهرة المعالم.

ب_ اشتمال الآيات والروايات المتعلقة بقضية الإمام المهدي عليه السلام على المحكم والمتشابه والمجمل والبين مما أتاح الفرصة لأصحاب الشبهات للاستناد على المتشابه والمجمل أساساً لتأكيد وتثبيت ادعاءاتهم كسلاح يهاجمون به الحق وأصحابه، فظهرت دعاوى عديدة مضللة نشرت أفكارها المنحرفة فأحاط ذلك الحقائق في قضية الإمام المهدي بالغموض وعدم الوضوح.

ج _ عدم إحاطة هذه القضية بالبحث والتدقيق والتحقيق المناسب الذي يخرجها من حيز الغموض والحيرة إلى عالم النور والوضوح لتكون عقيدة بينة للجميع راسخة لدى كافة شرائح المجتمع.

د_ غموض مفردات ومفاهيم القضية المهدوية كمفردة الانتظار وعدم التفريق بين الانتظار السلبي والانتظار الايجابي، ومفهوم الغيبة ومعناها والحكمة منها، ومفهوم ان الارض لا بد ان تملأ ظلما وجورا قبل ظهوره عليه السلام وغيرها من المفردات والمفاهيم التي بقي الظلام يملؤها حتى أسيء فهمها وتسببت هي الأخرى في غموض العقيدة المهدوية.

هـ _ تركيز المؤسسات الحوزوية على الجانب الفقهي دون الجانب العقائدي مما جعل قضية الإمام المهدي من القضايا الثانوية غير المهمة في حياة طالب العلم ولم يجد الطالب داعيا لبذل الجهد لدراسة هذه القضية بجوانبها المتفرعة فكان مخزونه الفكري لهذه العقيدة فقيرا جدا بل قد نجد من غير الطلبة من هو أكثر اطلاعا على هذه العقيدة، وبهذا ضعف دور طالب الحوزة في نشر وبيان حقائق القضية المهدوية بل قد يحرج الطالب لأيسر سؤال ونتيجة ذلك كله غموض فكرة الإمام المهدي وما يتعلق بها عن الكثير من أصحاب الاختصاص مما يعني غموضها وضبابيتها على القاعدة الشعبية الجماهيرية العريضة.

و _ بقاء دعاة الحق ولفترات زمنية طويلة تحت سلطان انظمة وحكومات تحارب وتمنع التثقيف والدعوة لقضية الإمام المهدي وتعرض المتصدي لها لأشد انواع العقوبات والمطاردة وهذا العامل قيد المبلغين ومنعهم بشكل كبير من إنارة الطريق تجاه هذه القضية. بل سعت هذه المؤسسات والحكومات إلى نشر عوامل الجهل وترسيخها لدى الشعب وتضليله بالأفكار والخرافات البعيدة عن حقيقة هذه التضحية وجعل أبناء المجتمع ينشغلون بأمور تافهة وبسد متطلباتهم المعاشية. وكان نتيجة كل ذلك هو بقاء هذه القضية قيد السرية والكتمان وعدم الظهور فكان ذلك عاملا قويا في إضفاء الغموض على هذه القضية.

٢_ تعرض قضية الإمام المهدي عليه السلام إلى التحليل والتفسير من قبل من هو ليس من أصحاب الاختصاص فخلط بين المحكم والمتشابه _بقصد أو بغير قصد_ وفسر ما فيها وفقاً لهواه أو امكاناته وقدراته الناقصة فكانت النتيجة ناقصة قطعاً.

٣_ كما قد تصدت لهذه القضية من الطرف المعادي عقول ذات أهداف هدامة قامت بتشويه الصورة الحقانية الجميلة لها وإظهارها بمظهر بعيد كل البعد عن الحقيقة. وكان قصدهم تسفيه هذا الاعتقاد والنزول به إلى حد الانحطاط. (كما ينقل ابن بطوطة في رحلته (رحلة ابن بطوطة) مشاهداته في الحلة: انه في ذلك الزمان يخرج من أهل الحلة كل ليلة مئة رجل من المدينة وفي أيديهم سيوف فيأتون أمير المدينة بعد صلاة العصر يأخذون منه فرسا مسرجا وملجما ويضربون الطبول والأبواق امام الدابة ويتقدمها خمسون وخلفها خمسون وعن يمينها خمسون وعن شمالها خمسون ويمشون ويقولون بسم الله أخرج اخرج يا صاحب الزمان قد ظهر الفساد وكثر الظلم وهذا اوان ظهورك)(٥) أو ما ينقل عن ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان يذكر عن سرداب سامراء ما يلي: يقول (ان الشيعة ينتظرون كل يوم بجانب السرداب يقفون بالخيل ويهتفون به أن يخرج إليهم وهكذا يفعلون كل يوم).(٦)

٤_ عدم تولي مؤسسات التبليغ الدينية نشر الروايات والافكار المهدوية الصحيحة بالكم والكيف الذي يفي بالغرض ويلائم حجم وأهمية هذه القضية، كروايات ولادته وكيفية غيبته، ومكان غيبته وأسبابها وأهم توقيعاته ووصاياه و... الخ من المسائل المتعلقة بقضيته عليه السلام والتي يحتاج اليها الجمهور. مما ساعد في بقاء الجهل مسيطرا على عقول أبناء المجتمع.

٥_ عدم وضوع الاجابة الشافية عن السؤال المطروح الذي يلح على عقول أبناء المذهب الشيعي: من هو صاحب الحق الشرعي في قيادة الامة بعد غياب الإمام الحجة عليه السلام ، والى من ترجع الامة أثناء الغيبة في تحديد الحق من الباطل، وماذا ينبغي ان تفعل عند طرو الحوادث أو ظهور الفتن، فبقي صاحب الحق الشرعي في خلافه الإمام الحجة عليه السلام غامضا على الكثيرين، وكان ولا يزال الكثير من أبنائنا لا يعرفون ان المجتهد العادل، الحافظ لدينه، المخالف لهواه، المطيع لأمر مولاه هو الشخص الوحيد الذي له الحق في القطع في الامور وتحديد ما يجب وما لا يجب في غيبة الإمام فقفز إلى ساحة القيادة من هو ليس أهلا لها، وادعى الكثير من المنحرفين انهم هم الخلفاء الشرعيون للإمام الحجة، فضل وأضل معه الكثيرين.

٦_ انكار بعض الطوائف أصل الإمامة وذلك لانكارهم حق الإمام علي بالامامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجرهم ذلك إلى انكار كل الائمة بعده وإنكار إمامة الإمام المهدي عليه السلام ؛ نعم قد يؤمن بعضهم بان هناك مهدياً سيظهر، ولكن لو اعترفوا بأنه هو (م ح م د) بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن... الخ لأدى بهم ذلك إلى التصديق بالامامة وبإمامة الإمام علي وهذا يعني اتهام سادتهم وأئمتهم بالظلم والكفر وهذا ما لا ترضاه نفوسهم ويأباه تعصبهم. فإنكارهم لوجود الإمام المهدي وإمامته مبني على إنكارهم لأصل الامامة ولهذا يوجهون النفي والتشكيك والشبهات لفكرة الإمام المهدي ويمارسون تسفيه هذه العقيدة، أملاً في تهديمها وبالتالي زعزعة وهدم الاعتقاد باصل الامامة.

تطور وتقدم المؤسسات والمراكز الثقافية والاعلامية المعادية والتي تثير الشبهات حول قضية الإمام المهدي عليه السلام ، وذلك للتفوق الكبير في الامكانات الاقتصادية والفكرية وللدعم الكبير من لدن حكوماتهم وأصحاب الاموال من تجار وغيرهم، مقارنة بمؤسساتنا التي كانت ولا زالت تعاني من الفقر والعوز في جميع الجوانب، وتسلط الغير عليها.

كيف نتعامل مع هذه الظاهرة؟

لابد لنا قبل الولوج في محاولة معرفة علاج هذه الظاهرة من ان نفرق بين شريحتين في المجتمع:

الشريحة الأولى: أصحاب الاختصاص الذين يعدون المسؤولين عن حل هذه المشكلة ومحوها من الوجود.

الشريحة الثانية: القاعدة الجماهيرية الواسعة التي تمثل جانبا مهما في أسباب انتصارنا في الدفاع عن عقيدتنا في الإمام المهدي عليه السلام.

ويجب التفريق في اللغة التي نخاطب بها كلتا هاتين الشريحتين والكيفية التي نتوصل بها إلى احداث قناعة بالافكار الصحيحة لدى كل منهما، إذ لابد ان يكون الخطاب الموجة إلى الشريحة الأولى متسما بالبرهان والدليل النقلي الدقيق والعقلي الحق بعيدا عن منهج الخطابة أو الاقتناع العاطفي. على العكس تماما من أسلوب التعامل مع القاعدة الشعبية والتدقيق في البرهان فإنه مدعاة لملل وجزع المستمعين ونفورهم عن مثل هذه المحافل، فلا مناص إذاً للمبلغ حينما يخاطب القاعدة الجماهيرية من ان يتبع منهج اللغة العامة الملائمة والخطاب الجماهيري المؤثر في قلوب الجميع وان يتفحص جمهوره ومستواهم الثقافي وميولهم ورغباتهم وأهم حاجاتهم ومشاكلهم لأجل ان يتناغم خطابه مع خصائصهم وحاجاتهم ورغباتهم فيؤثر فيهم ويصل كلامه إلى قلوبهم وعقولهم ويقودهم إلى بر الامان والنجاة.

وفيما يلي بعض ما فهمناه من مقترحات أساتذتنا (اطال الله بقاءهم) في هذه الدورة الشريفة.

١_ تحديد النظرية المعرفية لدراسة العقيدة المهدوية، وكيفية علاج الشبهات التي تتعرض لها، فيجب ان نحدد حجم الدليل النقلي وحجم الدليل العقلي وكيفية تعارض الدليل العقلي مع الدليل النقلي أو تعارض الأدلة النقلية فيما بينها وهل يمكن الاستعانة بالوسائل العلمية الأخرى وهل يمكن بلورة افكارنا المهدوية بهذا المنهاج الفكري أو ذاك.

وهذا يحتم علينا إيكال الامر إلى أصحاب الاختصاص في هذا الجانب ومنع المتطفلين من تصديهم للقيادة الفكرية لهذه القضية الذين يفتقرون إلى المقدمات والعلوم التي تؤهلهم لفهم الافكار العقائدية لقضية الإمام المهدي بشكلها الصحيح.

والحق في هذا الامر هو اتباع منهج تفسير الروايات بالروايات وارجاع المتشابه منها إلى المحكم وتحكيم العقل على النقل فما وافق العقل اخذناه وما خالفه ضربنا به عرض الجدار وجعل القرآن هو الحاكم على كل اعتقاداتنا وأفكارنا فما لم يوافق القرآن فهو زخرف مردود.

روي في الصحيح عن أيوب بن الحر (قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله، فهو زخرف).(٧)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا أتاكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله وحجة عقولكم فإن وافقهما فاقبلوه والا فاضربوا به عرض الجدار).(٨)

٢_ لابد لنا من تحكيم اصالة الاشتغال في التصدي لهذه الظواهر المنحرفة وان لا نعمل اصالة التسامح، وبيان ذلك يكون بأمور:

أ_ نحن نواجه خطرا كبيرا يتمثل بانتشار عقائد فاسدة هدامة للدين اخذت تعصف بمجتمعنا وتتخطف أبناءنا من بين أيدينا وهي مهلكة لكل من اعتقد بها إذ انها تفسد اهم عقيدة لدينا وهي عقيدتنا بالامام المهدي التي هي من ذاتيات اصل الامامة فيكون صاحب هذه المعتقدات خارجاً عن الملة بالاتفاق بل عن الاسلام _نستجير بالله من مضلات الفتن_.

ب_ نحن مسؤولون مسؤولية كبرى عن موقفنا حيال هذه الظواهر، ونحن نشاهد سقوط العشرات والمئات من أبنائنا في مهاوي الانحراف والاعتقادات الباطلة، فلا بد لنا إذاً من التصدي لهذه الانحرافات ومحاولة منعها وعدم التفرج على ما يحل بمجتمعنا ونحن مكتوفي الايدي.

ج_ يمتاز العدو المتصدي للترويج لهذه المعتقدات الفاسدة بالتخفي والتستر فكثيراً ما نسمع بهذه العقائد وبالافعال المنحرفة لأصحابها ومن غير ان نعرفهم فلا يتاح لنا غالبا تمييز شخص قائدهم ولا عدد اتباعه ولا من هم بل تقتصر معرفتنا في غالب الاحيان على صفاتهم واعتقاداتهم وسلوكياتهم المنحرفة.

إذ غالبا ما يوجد لدينا علم اجمالي بوجود الفتنة من دون تشخيص قادتها والمفتونين بها.

د_ فإذا تساهلنا مع الجميع وفعلنا اصالة التسامح كان ذلك منا تهاوناً وتركاً للساحة ونكون قد نفذنا طموح العدو وسمحنا له بأن يتصرف وبكل حرية في عقول ابنائنا وإضلالهم.

فكان لزاماً علينا ان نتبنى اصالة الاشتغال والتحقيق والتثبت لكي نكون قد ادينا الذي علينا في مواجهة المنحرفين فلابد لكل منا ان يكون فطنا ذكيا في التعامل مع الغير وان لا يخدع بالمظاهر والازياء والوجوه الجميلة، وان نعلم مجتمعنا ذلك فنجعله يحكم عقله في التعامل مع الغير وخاصة المجهولين الذين لا نعرف تأريخهم وحقيقة نواياهم ومن خلفهم.

٣_ لابد للمبلغ من دراسة العقائد العامة والعقيدة المهدوية بشكل جيد وجدي وشامل ليحيط بكل جوانب هذه العقيدة وبشكل دقيق، والاطلاع على الشبهات الموجهة لها والحلول الموضوعة لهذه الشبهات ليتمكن من تحمل مسؤولية بيان حقيقة هذه العقيدة وتجريدها من الاعتقادات الباطلة والتصدي للشبهات الموجهة اليها.

٤_ تثبيت الاعتقاد بوجود الإمام المهدي وبإمامته وولادته وبغيبته وأسبابها وكيفية انتظاره، وبكل ما يتعلق بقضيته عليه السلام في أذهان المجتمع وتثقيف الناس على فهم ومعرفة هذه المفاهيم والتصديق بها وجعلها بديهية لديهم.

٥_ إلقاء الضوء وبشكل  مكثف ومكرر على علامات الظهور وبيانها وجعلها معروفة واضحة بحيث نكشف عن هذه العلامات الغموض كما يجب علينا ان نفرق لهم ونميز بين الحتمية منها وغير الحتمية بحيث نجعل التابع يشخص وبسرعة ودقة الدعوات الضالة المنحرفة من خلال تطبيق ما فهمه من العلامات على هذه الادعاءات.

٦_ تهذيب عقول الناس من الخرافات والاساطير التي تكتنف قضية الإمام المهدي ونجرد عقولهم منها إلاّ عن الحقائق القرآنية والروائية المحققة والمنقحة والصحيحة لتنجلي لهم مفاهيم القضية المهدوية بحقيقتها الناصعة النقية.

٧_ تشجيع المؤسسات الثقافية والاعلامية الدينية وتقديم كافة انواع الدعم والاسناد اليها والسعي لتطويرها وجعلها تواكب أو تتفوق على المؤسسات المعادية.

٨_ دعوة المؤمنين والمخلصين إلى تهذيب ابنائهم واخوانهم ونسائهم وجيرانهم على العقائد الحقة والافكار الصالحة ونشر اخلاق اهل البيت والسير على منهجهم، وتثقيف ابناء المجمتع على التعاون في تبادل المعارف ونقل المعتقدات الحقة والاخلاق الفاضلة إلى جميع ابناء المجتمع.

٩_ على كل من تصدى للتبليغ والتثقيف والارشاد ان يبتعد عن مواطن الشبهات وان يحافظ على الاخلاق الحميدة والحرص الشديد على إعطاء صورة جميلة مقدسة عن الحوزة وعما لها وان يعلم اننا محاطون بخصوم يراقبوننا وينتظرون منا الزلة ليشنوا علينا ويلقون بالتهم الباطلة علينا لأجل تهديم هذا الصرح العظيم للحوزة لان العدو يعلم ان مؤسسة الحوزة هي الجدار المنيع الذي يحمي المجتمع من أفكارهم وضلالاتهم وليعلم كل مبلغ انه ليس مستقلا في عمله وإنما يمثل بكل افعاله وتصرفاته الحوزة بكاملها.

١٠_ ان نشمر عن ساعد الجد والعمل الحثيث المتواصل لأجل تثقيف الناس وإبطال كل الادعاءات الباطلة، بمعنى ان يكون جهدنا موازياً لخطر هذه المشكلة وفداحتها وان لا نتساهل أو نتهاون في استئصال هذه المشكلة من جذورها لأنها مشكلة خطيرة جداً ويحتمل ظهورها في كل وقت والمحتمل وإذا كان ستزيد الخطورة فيجب العمل بكل الطاقات لمنع وقوعه وان كان احتمال وقوعه ضعيفاً جدا.

١١_ نقل رأي علماء الحوزة في مدعي المهدوية وبيانها للناس ليتنبه الناس عن موقف الشارع المقدس من هذه الادعاءات ولقد اثبته نشر فتاوى العلماء حول اصحاب هذه الاباطيل أثر كبير في تغيير اعتقادات الناس ونظرتهم لهؤلاء وفي تحصينهم ضد المنحرفين.

١٢_ ربط الناس بالغيب وترسيخ اعتقادهم بوجود قوة غيبية الهية مقدسة حكيمة تفعل ما تشاء ولا يوجد قانون يمنعها من تحقيق الارادة الالهية، وتذكير الناس بقصص الانبياء ونقلها من القرآن اليهم.

كاطلاع الناس مثلاً على قصة ابراهيم عليه السلام وكيف جعل الله سبحانه وتعالى بقدرته هذه النار المحرقة التي لا يشك احد في احراقها لكل من سقط فيها بردا وسلاما على ابراهيم (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ).(٩)

أو قصة سليمان وكيف سخر الله له كل شيء الهواء والجبال والجن والانس والشياطين وكيف جلبوا له عرش بلقيس قبل ان يرتد إليه طرفه، وكيف أطال الله عمر نوح وكيف انه بقي في التبليغ فقط تسعمائة وخمسين سنة (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً).(١٠)

أو غيرها من القصص التي تثبت قدرة الله على كل شيء وان هناك حبلا ممدودا من السماء إلى الأرض فإن الإنسان يقتنع بما ينقل له من دقائق غيبية عن الإمام المهدي ويؤمن بإمكان طول غيبة الإمام كل هذه السنين، وبما سيفتح الله على يديه من فتوحات ومعاجز.

إن ارجاع الناس إلى القرآن وقصصه يشدهم إلى الله وقدرته ويقوي لديهم الامل بالفرج وامكان ظهور قائم آل محمد عليه السلام ويحصنهم ضد الشبهات والتشكيك بالمفاهيم الغيبة التي يؤمن بها شيعة أهل البيت حول أئمتهم وخصوصاً الإمام الحجة عليه السلام.

١٣_ على المبلغ ان يسعى هو بنفسه إلى مواطن الشبهات واماكن انتشارها والمجتمعات التي يتواجد فيها فيذهب اليها ويعمل على رد كل هذه الشبهات لينقذ أهلها من شراك المضلين. فلابد للمبلغ ان يكون هو المبادر إلى حل مشاكل الناس ومساعدتهم في مواجهة التيارات المنحرفة وان لا ينتظر حتى يطرق بابه الناس طلبا للحلول.

١٤_ لابد لنا _وقبل أن نبدأ بعملنا_ ان نضع امامنا احتمال الرفض أو عدم القبول أو العداء أو أي نوع من انواع الرد القاسي ضدنا وضد توجهاتنا الاصلاحية، ولابد ان نعلم اننا مهما فعلنا واجتهدنا فإننا لا نستطيع استئصال المرض كله من جميع افراد المجتمع فهذا شبه محال، بل نسعى إلى تقليل الانحراف والمحافظة على الباقين ومعالجة المصابين. بمعنى إذا اجتهد المبلغ في عمله ولم يحصل على النتيجة المتوقعة فلا ييأس بل لابد له ان يستمر متوكلا على الله مستعداً بنصرة الله له وتأييد الإمام مؤمناً ان سيرة الانبياء تثبت انه لم يهتد لهم جميع من عاصرهم. بل قد لا تخلو سيرة نبي من الانبياء من الأذى والطعن والتشريد بل والى محاولات القتل وقد قتل فعلا بعض الانبياء في سبيل دعوتهم إلى الحق.

١٥ _ جعل المجتمع بكافة شرائحه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحوزة وترسيخ الاعتقاد بان المراجع المجتهدين العدول هم ورثة الإمام ونوابه العاملون وهم الوحيدون الذين لهم الحق في اعطاء الفتاوى وتحديد ماذا ينبغي ويجب ان نفعل:

فهناك سؤال طالما طرح في أوساطنا وداهم عقول المخلصين منا وتسببت الاجابة الخاطئة عنه في انحراف الكثيرين وظهور امثال هذه الظواهر المنحرفة ومفاد هذا السؤال: اننا في عصر كثير الفتن غريب الاحداث، فكيف نعرف رأي الإمام الحجة عليه السلام وأوامره لنا، وماذا يريد منا حيال هذه الاحداث؟ وبعبارة اخرى من هو صاحب الحق الشرعي في اصدار الآراء كقائد للأُمة في عصر الغيبة؟

وجواب ذلك هو بتذكير الناس بوصايا الأئمة وخاصة الإمام الحجة بالرجوع إلى رواة الحديث والفقهاء في كل حادثة. فقد سمعنا قول الإمام الحجة عليه السلام:

(واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله)(١١) فالإمام عليه السلام في هذا الحديث قد جعل الفقهاء هم الواسطة بيننا وبينه على جعلهم الحجة علينا وعلق طاعته بطاعتهم ورضاه برضاهم، فإن حدث حادث صغيرا كان ام كبيرا خاصاً ام عاماً فلا نعرف رأي الإمام فيه إلاّ بالرجوع إلى المجتهد العادل.

ان تنصيب الإمام الحجة لرواة الحديث راجع للإمام ومن تجاوز هؤلاء فهو عاص للامام غير متبع له وان ادعى أو اعتقد غير ذلك فلا طريق إذا للامام الحجة إلاّ مراجع الدين الذين عينهم الإمام بصفاتهم قائلا: (فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه، فللعوام ان يقلدوه).(١٢)

والخلاصة: ان القناة الوحيدة للحق وللامام الحجة هم العلماء والفقهاء العدول فلا طريق للنجاة سواهم وكل طريق مخالف لطريقهم فهو طريق هلاك وظلال.

١٦_ التأكيد على الأحاديث المرتبطة بقضية الإمام المهدي واظهارها للناس وتكرار ذكرها حتى تتحول إلى مقولات بديهية راسخة في أذهان ابناء المجتمع فإن لهذه الاحاديث دور سحري في تحصين ابناء المجتمع ضد الظواهر المنحرفة.

كما ينبغي للمبلغ شرح هذه الاحاديث وبيانها لمنع تأويلها من قبيل المحرفين ليكون التابع ذو ثقافة مهدوية مرتبطة بالأئمة عليهم السلام وفيما يلي اهم تلك الاحاديث.

أ_ آخر توقيف للامام المهدي (ارواحنا فداه) صدر من الناحية المقدسة: وهو توقيع من الإمام إلى السفير الرابع ابو محمد علي بن محمد السمري:

(بسم الله الرحمن الرحيم

يا علي بن محمد السمري، أعظم الله اجر اخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع امرك ولا توص إلى احد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب وامتلاء الارض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم).(١٣)

وما ينبغي التنبيه له هو ان الإمام اظهر معجزة بإخباره عن يوم وفاة هذا السفير. كما ان الإمام عليه السلام قطع أي صلة بالانام في الغيبة الكبرى تلك الصلة التي قد يدعيها البعض على انه باب الإمام أو احد سفرائه أو نوابه الخاصين وذلك بقوله (ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر).

ان الإمام لم ينكر امكان مشاهدته بل انكر امكان المشاهدة بعنوان ان المشاهد باب للامام يتلقى منه اثناء لقائه التعليمات والتوجيهات فإن ادعى احد ذلك فهو كذاب مفتر. اما لو شاهده احد من الصالحين بعد التوبة والاخلاص والعبادة فهذا مما لم ينفه احد من علماء الامامية.

وكذلك فإن الإمام تنبأ _بإذن الله_ بظهور من يدعي النيابة وحذرنا منهم قبل ان يظهروا. فأدبنا على المبادرة إلى تحصين مجتمعنا من مثل هذه الادعاءات قبل ان تظهر وان لا ننتظر حتى ينتشر المرض.

ب_ قول الإمام الحجة عليه السلام الذي ينبغي ان لا يخلو عقل امامي منه:

( واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله).(١٤)

وفي هذا الحديث هداية ونور وثبات على الصراط المستقيم إذ ان الإمام عليه السلام بنفسه عين العلماء العدول قادة لنا ومراجع نرجع اليهم في كل حادثة تحدث صغيرة كانت ام كبيرة عامة كانت ام خاصة. كما ان الإمام بهذا الحديث أكد ان المتبع للمجتهد الاعلم العادل ناج يوم القيامة وذلك يقوله عليه السلام: (فانهم حجتي عليكم)، ولقد بين الإمام عليه السلام بشكل صريح ان كل من سار على غير منهج المجتهين فهو ضال منحرف وان لا طريق هداية ولا نجاة من الفتن والانحرافات إلاّ باتباع رواة الحديث وهم العلماء العدول.

ج_ ما ورد عن الإمام العسكري عليه السلام: (فأما من كان من الفقهاء، صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام ان يقلدوه).(١٥)

وبهذا الحديث الشريف يتم ربط جميع أبناء المجتمع الشيعي بصدر واحد وقيادة حكيمة فيكون الأمر واحداً والآمر واحداً والمؤتمرون موحدين فتقوى شوكة اصحاب الحق ويتخلصون من أخبث مرض استشرى في جسدهم ألا وهو مرض تعدد الرئاسة والقيادة مما كان له الأثر الكبير في احلال الضعف والهوان في هذه الطائفة الحقة.

د_ هناك أحاديث أخرى كثيرة لم نذكرها رعاية للاختصار ومنعاً للملل فلا تفوت المبلغ ويراجع الكتب المعتبرة في ذلك.(١٦)


 

 

 

الهوامش


*  بحث مشارك في المؤتمر العلمي الأول في الإمام المهدي الذي عقده مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في مدينة النجف الاشرف في ٢٢/ تموز/ ٢٠٠٧م.

(١) التحفة السنية _مخطوط ..ص : ٣٣٤ السيد عبد الله الجزائري.

(٢) نفس المصدر.

(٣) الاقتصاد، للشيخ الطوسي/ ص ٢٢٦.

(٤) مجمع الفائدة، ج: ١٢، ص: ٢٩٩ للمحقق الاردبيلي.

(٥) رحلة ابن بطوطة _ لابن بطوطة.

(٦) معجم البلدان _ ياقوت بن عبد الله الحموي.

(٧) الرسائل الفقهية. ص: ٢٠٣ _ الرصيد البهبهاني.

(٨) شرح أصول الكافي، ج ٢، هامش ص ٣٤٣ _المولى محمد صالح المازندراني.

(٩) الأنبياء: ٦٩.

(١٠) العنكبوت: ١٤.

(١١) بحار الانوار، ج٢، ص ٩٠، كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص: ٤٨٤.

(١٢) وسائل الشيعة ج ٢٧، ص ١٣١، القضاء والشهادات للشيخ الانصاري ص ٢٤١ الاحتجاج، ج٢، ص ٢٦٣.

(١٣) الغيبة، ص ٣٩٥ للشيخ الطوسي (رحمه الله).

(١٤) بحار الانوار، ج ٢، ص ٩٠. كمال الدين وتمام النعمة: ص ٤٨٤، للشيخ الصدوق.

(١٥) وسائل الشيعة: ج ٢٧، ص ١٣١. القضاء والشهادات للشيخ الانصاري: ص ٢٤١. الاحتجاج: ج ٢، ص ٢٦٣.

(١٦) راجع: وسائل الشيعة والبحار والاحتجاج، وكتب الغيبات...الخ.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
 مقال مختار:
 أكثر المقالات زيارةً:
المقالات دراسات/ حقيقة الإمام المهدي عليه السلام في روايات ومصادر العامة من وسائل التقريب ونبذ الطائفية (المشاهدات: ٩٠٢,٢٨١) المقالات دراسات/ دراسة عن توقيت ظهور الإمام المهدي المنتظر (المشاهدات: ٥٩,٦٠٧) المقالات دراسات/ منزلة الإمام المهدي عليه السلام عند آبائه المعصومين عليهم السلام (المشاهدات: ٤٠,٩٢١) المقالات دراسات/ الإمام المهدي في الشعر العربي (المشاهدات: ٣٩,٢٩٢) المقالات دراسات/ البصرة في ظهور الامام عليه السلام (المشاهدات: ٣٨,١٦٤) المقالات دراسات/ التوظيف السياسي لفكرة المهدي في العهود الاسلامية الاولى (المشاهدات: ٣٧,٤١٧) المقالات دراسات/ أبعاد من الحكمة الإلهية لغيبة الإمام المهدي عليه السلام (المشاهدات: ٣٥,٢٩٤) المقالات دراسات/ الصيحة والنداء السماوي (المشاهدات: ٣٢,٨٩٤) المقالات دراسات/ أفكار في سلاح الإمام المهدي عليه السلام عند الظهور (المشاهدات: ٣١,٠١٤) المقالات دراسات/ دراسة حول رؤية الامام المهدي عليه السلام (المشاهدات: ٢٨,٠٣٨)
 أكثر المقالات تقييماً:
المقالات دراسات/ دراسة عن توقيت ظهور الإمام المهدي المنتظر (التقييمات: ٥.٠ / ٦) المقالات دراسات/ دراسة حول رؤية الامام المهدي عليه السلام (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ مدّعو المهدوية مهدي السلفية التكفيرية وحركة جهيمان العتيبي (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ الرايات الصفر في الميزان (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ كارثة المسيح الدجال صحابي مسلم مجاهد (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات دراسات/ دراسة القضايا المهدوية (١) (التقييمات: ٥.٠ / ٢) المقالات شبهات/ شبهات اهل اليمن (التقييمات: ٥.٠ / ١) المقالات دراسات/ أصحاب الإمام المهدي عليه السلام الخصوصيات الذاتية والفكرية (التقييمات: ٥.٠ / ١) المقالات دراسات/ المهدي والمسيح عليهما السلام علاقة الاقتداء والاستيعاب من منظور قرآني (التقييمات: ٥.٠ / ١) المقالات صفحة الطفل المنتظر/ قصة قصيرة (التقييمات: ٥.٠ / ١)
 لتحميل أعداد المجلة (pdf):

 البحث:

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016