الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية نقلها الكليني في الكافي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألته - يعني أبا جعفر (عليه السلام) - عن شيء من أمر الإمام، فقلت: يكون الإمام ابن أقل من سبع سنين؟ فقال: نعم وأقل من خمس سنين، فقال سهل: فحدثني علي بن مهزيار بهذا في سنة إحدى وعشرين ومائتين. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٨٤]
والسبب في سؤال الراوي باعتبار أن الإمام الجواد (عليه السلام) هو أول إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يتولى الإمامة وهو صغير السن، فكان عمره الشريف آنذاك سبع سنين، ولأن الفكرة السائدة عند البعض توهم أن الإمامة لا تتم إلّا للرجل البالغ، أراد الإمام الجواد (عليه السلام) رفع هذا التوهم والظن الخاطئ، انطلاقاً من كون الإمامة إنما هي بجعل من الله تعالى يضعها حيث يشاء، وقد يكون في ذلك امتحان واختبار للناس في طاعتهم والتسليم لما يريده الله تعالى، كما حصل ذلك بالنسبة لعيسى (عليه السلام) يقول تعالى: ﴿فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ﴾.
وعلى كل حال فالرواية كما فهمتم منها، وقد يكون في كلام الإمام الجواد (عليه السلام): (نعم وأقل من خمس سنين) إشارة إلى السن الذي يتولى فيها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الإمامة بعد أبيه العسكري (عليه السلام)، فقد كان في سن الخامسة من عمره الشريف ويكون (عجّل الله فرجه) بصدد تمهيد الذهنية العامة للقبول بذلك وعدم الاعتراض أو التشكيك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)