الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة الإمام (عجّل الله فرجه) في لباسه وثيابه هي سيرة أجداده الأطهار (عليهم السلام) الذين آثروا الزهد وتنزهوا عن زخارف الدنيا، ومع أن الروايات التي تحدثت عن معالم الدولة المهدوية سجّلت بوضوح ظاهرة الرفاه الاقتصادي والرخاء الاجتماعي حتى لا يبقى فقيرٌ ولا محتاج، نجده (عجّل الله فرجه) لا يرتدي طيلة عهده الشريف والمبارك حتى حلة ثمينة واحدة، مع أن الله تعالى يملّكه الدنيا وما فيها، فقد روى النعماني في كتابه الغيبة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ما تستعجلون بخروج القائم؟ فو الله ما لباسه إلّا الغليظ، ولا طعامه إلّا الجشب [الغيبة للشيخ النعماني، ص٢٣٩]
وهذا المعنى منه إنما هو من معاني الاقتداء والتأسي بسيرة جده أمير المؤمنين (عليه السلام)، روى الكليني في الكافي عن حماد بن عثمان قال: حضرت أبا عبد الله وقال له رجل: أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يلبس الخشن، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس الجديد، فقال له: إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر عليه ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به، فخير لباس كل زمان لباس أهله، غير أن قائمنا أهل البيت (عليهم السلام) إذا قام لبس ثياب علي (عليه السلام) وسار بسيرة علي (عليه السلام) [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٤١١]
جدير بالذكر إن الإمام القائم (عجّل الله فرجه) حينما يقوم سيكون مرتدياً قميص رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كما ذُكِر ذلك في رواية النعماني، فعن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ألا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه؟ فقلت: بلى. قال: فدعا بقمطر ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس فنشره، فإذا في كمه الأيسر دم، فقال: هذا قميص رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الذي عليه دم يوم ضربت رباعيته، وفيه يقوم القائم، فقبلت الدم ووضعته على وجهي، ثم طواه أبو عبد الله (عليه السلام) ورفعه. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٥٠]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)