الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية منقولة في كتاب سليم بن قيس وفي كتاب الغارات للثقفي: وأيم الله لو فرقوكم تحت كل حجر لجمعكم الله لشر يوم لهم. ومنها: فانظروا أهل بيت نبيكم فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم فانصروهم فليفرجن الله الفتنة برجل منا أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلّا السيف هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتقه ثمانية أشهر، حتى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني أمية حتى يجعلهم حطاماً ورفاتاً، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقُتّلوا تقتيلاً، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً. [الغارات للثقفي: ج٢، ص٦٧٨]
وهي واردة في سياق حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) عن جرائم الأمويين وأفعالهم الشنيعة في الإسلام ويستشرف الإمام (عليه السلام) مستقبل إجرامهم هذا الذي سيؤدي بهم في مآلاته الأخيرة إلى إقامة حكم الله تعالى فيهم، وعلى يد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كسنة إلهية وحكم شرعي لا يقبل الاستثناء، كما جرى في الأمم السابقة سيجري عليهم وعلى غيرهم، والمقولة السابقة كما هو واضح إنما تأتي على ألسنة هؤلاء الظالمين المعاندين، والهدف منها تشويه حركة الإمام (عجّل الله فرجه) والتشكيك في نهضته، وهي بطبيعة الحال من أنماط وأشكال الإعلام المغرض الذي ينتهجه أصحاب هذا الخط المنحرف، حينما يقعون في مهاوي أفعالهم وسلوكهم، كما قد نرى ذلك في الدواعش والتنظيمات الإرهابية، والذي عاثوا في الأرض فساداً واجراماً، فإذا وقعوا في قبضة القانون والجزاء تراهم يتبرمون ويتظلمون بل وينادون بحقوق الإنسان وكرامته وهم أبعد الناس عن هذه المعاني السامية والنبيلة.
وقد ورد هذا المعنى بصيغة أخرى في رواية الطوسي: عن يحيى بن العلاء الرازي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يُنتج الله تعالى في هذه الأمة رجلاً مني وأنا منه، يسوق الله تعالى به بركات السماوات والأرض، فتنزل السماء قطرها، وتخرج الأرض بذرها، وتأمن وحوشها وسباعها، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويَقتل حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد لرحم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص١١٥] ولا يخفى أن نسبة هذا المقولة إلى الجهلة في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) يؤيد - مضافاً لما ذكرناه سابقاً - أن هناك محاولة لخلط الأوراق بدعوى أن الدين الذي جاء به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لا يتعامل إلّا بالرفق واللين حتى مع المجرمين وهي دعوى كما لا يخفى يكذبها القرآن الكريم وسيرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) القائمة على مجاهدة الظالمين والمحاربين، فإن صلاح البشرية إنما يقوم على عنصرين مهمين.
الأول منها: القضاء على مظاهر الظلم ومصاديقه، والثاني: إقامة العدل وتأسيسه وهو ما يتفق عليه جميع العقلاء.
ولا تعني هذه الروايات - أو ما ورد في معناها - صحة ما يحاول البعض إشاعته من كون النهضة المهدوية نهضة غير إنسانية أو متعطشة للدماء والانتقام، بل هي قراءة مغلوطة ومجتزأة لروايات الجهاد المهدوي والذي يكون متجهاً للفئة المعاندة والممعنة في ظلمها وجورها، وإلا فإن باب التوبة متاح، والرجوع إلى الله تعالى متيسر لكل أحد قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وبعد ظهوره الشريف، وبحسب ما دل عليه القرآن الكريم والشريعة المحمدية.
فقد روى الكليني في الكافي ان عبد الحميد الواسطي سأله عن المخالفين إذا تابوا عند قيام القائم (عليه السلام) فقال (عليه السلام): إن من تاب تاب الله عليه. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٨١]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)