الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
في الروايات الشريفة دلالة على هذا المعنى فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا خرج القائم (عليه السلام) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٥]
وفي التاريخ شواهد كثيرة على حصول بعض التغيرات العقائدية لبعض الشخصيات نحو الفضيلة والصلاح في لحظة معينة من الزمن، وبطبيعة الحال لا يمكن أن تحصل تلك التغيرات من غير توفيق إلهي يبتني على وجود بذور الخير والنقاء في هؤلاء قبل ذلك، وإنما كانوا على غير طريق الحق لأسباب قد تكون أثرت على وعيهم واستيعابهم لحقيقة الأمر من قبيل الأثر السيئ الذي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم أو البيئة الملوثة التي عاشوا فيها، فشخصية مثل الحر بن يزيد الرياحي الذي كان من أعوان بني أمية أو وهب بن حباب الكلبي النصراني لم يكونوا على مسلك وخط أهل البيت (عليهم السلام)، ومع ذلك شملتهم العناية الإلهية بعد أن علم الله أن فيهم خيراً ليفتح لهم بصيرتهم ويهديهم إلى جانب الحق، وبنفس الوقت قد نجد بعض الشخصيات وإن كانت تعيش في بيئة مؤمنة أو مستقيمة العقيدة، ولكن قد يحصل لهم الانقلاب بالاتجاه المعاكس لأي سبب من الأسباب، ومثال ذلك ما نجده في شخصية بلعم بن باعوراء والذي كان من علماء بني إسرائيل ولكن أهواءه ونزواته النفسية التي تراكمت في دخيلته أصبحت سبباً لانحرافه عن موسى (عليه السلام) وسقوطه في الامتحان والاختبار.
نسأل الله تعالى الثبات والدوام على طريق الحق وأهله.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)